تختتم مساء يومه السبت الدورة 16 للمهرجان الوطني للفيلم التربوي بفاس، التي انطلقت أنشطتها مساء يوم الخميس الماضي 27 أبريل الجاري، وهو مهرجان مهم ومتميز بنوعه ينظم سنويا من طرف الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين جهة فاسمكناس وبمجهود كبير من طرف موظفيها وأطرها ومديرها الأستاذ "محمد دالي" بشراكة مع جمعية فضاء الإبداع للسينما والمسرح بنفس المدينة والتي يترأسها الفنان محمد فرح العوان، ويسهر الطرفان بحرص شديد على استمراريته وتطويره دورة بعد أخرى بالرغم من مختلف أنواع الإكراهات، وبالرغم من قلة الإمكانيات التي تحد من طموحهما في الوصول إلى المستوى المنشود الذي يشرف العاصمة العلمية. تضمنت دورة هذه السنة مسابقة خاصة بالأفلام الوطنية التي شاركت فيها الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين بني ملالخنيفرة، مراكش اسفي، فاسمكناس، درعة تافلالت، الرباطسلاالقنيطرة، طنجةتطوان، الدارالبيضاءسطات، الجهة الشرقية، العيون الساقية الحمراء، كلميم واد نون، الداخلة وادي الذهب وسوس ماسة. تم عرض كل هذه الأفلام بالمركز الجهوي للتكوين المستمر مولاي سليمان، وترأس لجنة التحكيم لهذه الدورة المخرج محمد الشريف الطريبق، وضمت في عضويتها الأساتذة فاطمة الزهراء الرغيوي، رشيدة الونجلي، منصف القادري والمخرج محمد كومان. ويزخر البرنامج كما هي العادة بورشات تكوينية في مهن السينما حول تقنيات الإخراج مع المخرج ابراهيم الادريسي، وحول تقنيات الكاميرا مع المخرج كمال الطيبي، والقواعد الاساسية لصناعة فيلم تربوي وتقنيات كتابة السيناريو، كما تضمن عروض سينمائية أخرى بمدينتي بمكناس وتازة، كما سيتم صباح هذا اليوم بالمركز الجهوي للتكوين المستمر مولاي سليمان تنظيم ندوة حول مستقبل السينما التربوية بمشاركة الأساتذة: النقاد حمادي كيروم ، عمر بلخمار، محمد موساوي، محمد البوعيادي وابراهيم الهنائي. ستختتم هذه الدورة بالإعلان عن نتائج المسابقة وبتكريم المخرج حسن بنجلون وبعض الشخصيات الفاعلة في الميدان التربوي. تأسس هذا المهرجان سنة 2001 من طرف جمعية فضاء الإبداع للسينما والمسرح قبل أن تتبناه آنذاك الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة فاس بولمان، وهي تظاهرة مهمة وناجحة بموضوعها التربوي الذي أراد لها منظموها في البداية أن تكون متمحورة حول المشاكل والقضايا التعليمية والتربوية الراهنة المعاشة في مختلف المؤسسات التعليمية بالحواضر والقرى القريبة والنائية، وأن تقوم بتحفيز المدرسين والمتمدرسين من مختلف الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين ببلادنا على إنجاز أفلام تربوية واختيار أجودها للمشاركة في مسابقة خاصة بها. كانوا يهدفون بواسطتها أيضا إلى الاستفادة من ورشاتها وندواتها المؤطرة من طرف السينمائيين المحترفين، وإلى تحسيس المسؤولين بضرورة دمج الوسائل السمعية البصرية في المنظومة التعليمية باعتبارها عاملا أساسيا في الارتقاء بجودة الأداء التعليمي وجعل الصورة رديفة للسبورة في إنتاج المعرفة ودعم الوعي التربوي. كانوا يرغبون كذلك في أن تتحول هذه التظاهرة مستقبلا إلى مهرجان دولي مثل ما كانت علية الدورة السابقة، ولكن مختلف أنواع الإكراهات القاهرة حالت في دورة هذه السنة دون تحقيق هذا الطموح وهذا التميز المشرف لمدينة فاس، واضطروا أن يجعلوا منها دورة وطنية في انتظار أن يصبح دوليا مرة أخرى إذا ما توفرت الشروط الضرورية لذلك. نتمنى لهذا المهرجان أن لا يكون مصيره التوقف بعد 16 سنة من الوجود، وأن ينال ما يستحقه من اهتمام ودعم فعلي من طرف كل الجهات المعنية بالأمر لتحقيق طموحات منظميه الذين يحاولون جاهدين بمبادراتهم وعلاقاتهم الشخصية تجاوز أغلب الصعوبات حتى يستمر ويدوم، وسيكون من المؤسف جدا جدا أن تفقده العاصمة العلمية مدينة العلم والفن والتربية. عمر بلخمار للتواصل مع الكاتب: