في الفترة الواقعة ما بين 3 و 5 أبريل 2009 أقيم على المسرح البلدي بمدينة الجديدة المهرجان الوطني للضحك الذي تنظمه جمعية أمجاد في نسخته الثانية، دورة تكريم الفنان عبد القادر مطاع وافتتحت الدورة بمعرض النحات محمد العادي وباستعراض فني وهزلي( لاباراد ) ضم بهلوانيين وراقصين وممثلين في مسرح الارتجال وكراكيز عملاقة وألعابا نارية جابوا شوارع المدينة قبل أن يفسح المجال لورش أعمال تطبيقية في فن الفكاهة، وكان الإقبال الجماهيري هو العنصر الأبرز في هذا المهرجان الذي يعتبر انفتاحا على كل فنون الضحك بمختلف أشكاله، إذ كان الناس يتوافدون إلى المكان على نحو مبكر، ومن لا يسنح له مكان للجلوس يضطر لأن يقف على رجليه طيلة مدة العرض بحثا عن ضحكات وابتسامات تكاد تغيب بسبب غياب دعم فن الإضحاك والفكاهة الذي لا يزال غائبا عن التظاهرات الثقافية ، وكان الناس أيضا لا يكتفون بالسماع، بل يصفقون ويطربون ويرقصون مع المشاركين في المسابقة ومع الفرق التي تقدم عروضها . وتألفت لجنة التحكيم من الأساتذة؛ محمد الحر (مخرج وكاتب مسرحي وممثل)، الحسين دجيتي (مخرج وممثل)، سعيد عامل (رئيس قسم المسرح بوزارة الثقافة ومخرج وممثل)، محمد موادين (أستاذ التعليم الفني بالمديرية الجهوية للثقافة بالدار البيضاء و مخرج وممثل)، لطيفة لمنور (مديرة مركب الثقافي اكدال)، وقد جاءت النتائج على النحو الآتي الجائزة الأولى؛ عبد الله بكري - الجائزة الثانية؛ محمد سكومة-الجائزة الثالثة؛ مصطفى بالمقدم، فيما حازت الفنانة الصاعدة مريم الصوفي جائزة الأمل، وحاز الثنائي العشير ولكبيدة على تنويه خاص. وبغية المضي بهذا المهرجان قدما إلى الأمام ارتأت لجنت التحكيم أن تخرج بتوصيات بعد نقاشات مستفيضة ومداولات طويلة واعتبرت في بعض منها أن المهرجان يحتاج إلى إطار احترافي يرقى إلى مستوى الحدث ويتماشى ومكتسباته , و قد اقترحت إنشاء مؤسسة المهرجان أو جمعية المهرجان مما سيتيح الانفتاح على عوالم أكثر احترافية وأكثر إشعاعا، وورشات إعدادية وتوجيهية للمترشحين بعد انتقائهم لتأطيرهم من قبل مختصين ومحترفين، وبالنسبة للمعايير التي اعتمدتها اللجنة فقد ركزت اهتمامها على عامل الحضور بالركح وبناء المواقف الساخرة من الموقف والموضوع ومتانة البناء والتسلسل الدرامي و جودة اللعب والتشخيص وجودة التعامل مع الفضاء بالإضافة إلى مستوى التجاوب مع الجمهور، وفي كل الأحوال يمكن اعتبار هذا المهرجان ناجحا ويمتلك إمكانية التطور في الأعوام القادمة كما يعتبر فرصة نادرة لاكتشاف المواهب في مجال الفكاهة القادرة على إضحاك الناس بمواقفهم، و يتيح الفرصة لمشاهدة نجوم صاعدة وشابة،وفي هذا الصدد يقول المخرج لحبيب الأصفر مدير المهرجان ؛ إن رهاننا كان على الجودة في الفقرات الفنية وعلى الاحترافية في التنظيم وهدفنا هو تهييء فعاليات جمعوية للانتقال إلى مرحلة تنظيم أكثر احترافية وعصرنه وأيضا أن تصبح المسابقة الرسمية للفكاهيين قنطرة عبور نحو مجال الاحتراف خاصة بالنسبة للفكاهيين المحليين الذين لا تتوفر لديهم فرصة الظهور أمام الجمهور وبالتالي ولوج الممارسة المهنية. ومن جهته أكد عطواشي هشام رئيس الجمعية المنظمة أن هذه الدورة جاءت ثمرة لسنوات من الجد لتحقيق طفرة نوعية في مستوى الأنشطة الفنية لتساهم بالتالي في خلق إشعاع ثقافي يتلاءم والنهضة التي تعرفها المدينة. وخلاصة القول إن المهرجان الوطني الثاني للضحك بمدينة الجديدة قد أخذ على عاتقه أن يجعل الفنان عبد القادر مطاع شعارا له وأن يسمي كل دورة باسم أحد أعمدة الفكاهة والكوميديا وهذا سلوك وتصرف يحمل في ثناياه الكثير من الدلالات كما يتبدى لكل متتبع أهمها تخليد وتكريم هذه الأسماء التي قدمت الكثير في الساحة الفنية المغربية وأعطت للجمهور روائع الأعمال ولا يستطيع أحد إنكار حجم الشهرة التي حققتها وثانيا النهوض والارتقاء بالفن الفكاهي من خلال خلق مسابقة واكتشاف المواهب الجديدةالشابة والمتميزة وتشجيعها والأخد بيدها، كل هذه المرامي والأهداف تجعل من مهرجان الضحك بالجديدة محطة سنوية هامة موعدا ثقافيا وطنيا استثنائيا قل نظيره.