قدم المغرب، أخيرا بفيينا، وثيقة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا تهم سبل تعزيز الشراكة المتوسطية لهذه المنظمة، بحضور أمينها العام السيد مارك دو بريشومبولت, ووفود البلدان الشريكة وكافة الدول الأعضاء. وأوضح بلاغ للسفارة المغربية بفيينا أن السفير الممثل الدائم للمغرب بفيينا السيد عمر زنيبر، قدم خلال كلمته أمام الاجتماع العام لمجموعة الاتصال وثيقة مغربية تتضمن سلسلة اقتراحات تروم تعزيز هذه الشراكة وترسيخها بشكل أكبر، على قاعدة أجندة متجددة. وتشدد الوثيقة المغربية بالخصوص على ضرورة تحديد ميادين محددة للتعاون، مستحضرة في هذا الصدد موضوع الهجرة في أبعادها الإنسانية والاقتصادية، وما يتصل بالأمن والتسامح وعدم التمييز، من خلال إحداث مركز لتجميع المعطيات حول جميع أشكال اللاتسامح، خاصة تجاه المسلمين، وكذا التعاون ضد الإرهاب من خلال تبادل أفضل للتجارب وتدبير الماء والطاقة في بعده الأمني. ومن أجل تحسين الشراكة المتوسطية لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا تطرقت «وثيقة الرؤية المغربية» أيضا إلى سلسلة أخرى من الاقتراحات، خصوصا تلك المتعلقة بإحداث شبكة معاهد للبحث والتحليل تهتم بالفضاء المتوسطي، وترجمة أهم الوثائق المرجعية لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا إلى العربية، وتعزيز التنسيق مع الجمعية البرلمانية للمنظمة. ومن منظور القضايا المسطرية، فإن الوثيقة المغربية تقدم سلسلة من المبادرات الهادفة إلى تحسين التواصل مع منظمة الأمن والتعاون في أوروبا وشركائها. ويتعلق الأمر على الخصوص بوضع تقرير سنوي للأمين العام حول الشراكة, وتقديم حصيلة للمؤتمر المتوسطي السنوي لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا إلى المجلس الدائم للمنظمة. وأضاف البلاغ أن العديد من الوفود التي تدخلت، عقب مداخلة السفير المغربي، رحبت بالمبادرة المغربية, واصفة إياها بالغنية والواعدة. وأوضح الممثل الخاص لليونان من أجل المتوسط السيد سوتيرو روسوس أنه يعتزم جعل هذه الوثيقة عنصرا أساسيا في مهمته المتمثلة في مساعدة الرئاسة اليونانية في ما يتعلق بالشراكة المتوسطية. وقال رئيس فريق الاتصال، السفير الممثل الدائم لكازاخستان، أنه يتعين دراسة المقترحات المغربية بدقة عالية، معبرا عن قناعته بأن تنفيذ هذه المقترحات سيكون مفيدا جدا ومرحبا به في إطار تعزيز الأمن المشترك لمنظمة الأمن والتعاون بأوروبا وشركائها. وأضاف المصدر نفسه أن العديد من السفراء، خاصة من فرنسا والأردن وألمانيا وايرلندا وقبرص والبرتغال ومصر وإسبانيا والولايات المتحدة وتركيا، تلقوا الوثيقة المغربية بإيجابية كبيرة ووصفوها بالعمل الرائع والمناسب الذي تستحق الاهتمام المدعوم. وأكدت الوفود، حسب البلاغ، أن هذه الوثيقة تعتبر مقاربة جد إيجابية، حيث توضح مساهمة المغرب الكبيرة في أعمال المنظمة, وتشكل أساسا جيدا للعمل. وتجدر الإشارة إلى أن مشاركة المغرب في أعمال منظمة الأمن والتعاون تتميز بحضور فاعل لعدد كبير من الخبراء المغاربة في المؤتمرات والندوات التي تعقدها. وشارك برلمانيون مغاربة من مجلسي النواب والمستشارين في مختلف الدورات، التي تنظمها الجمعية البرلمانية لمنظمة الأمن والتعاون بأوروبا، وأيضا في مختلف التظاهرات الموازية الخاصة بمنطقة البحر المتوسط. وكانت المنظمة قد نظمت لقاءين مهمين بالرباط، والمؤتمر المتوسطي سنة2005 ، وندوة حول إطلاق دليل لأفضل الممارسات في مجال سياسة الهجرة بحوض الأبيض المتوسط سنة 2006.