تمكن أخيرا برنامج (خليك بالبيت), الذي يعده ويقدمه الإعلامي والشاعر اللبناني زاهي وهبي, من خلال استضافته للفنانة المغربية لطيفة أحرار من ملامسة هامش واسع لمسارها مع إبراز جوانب مهمة من مكونات الثقافة المغربية. واستعرض البرنامج , الذي تبثه قناة (المستقبل) اللبنانية, مراحل من حياة الفنانة أحرار, منذ طفولتها إلى غاية انخراطها في الفن وتقديمها لأعمال تراوحت بين المسرح والسينما ثم انتقالها إلى الإخراج دون التخلي عن شغفها بكتابة الشعر بالفرنسية. وقبل أن تخوض أحرار في الإجابة عن أسئلة مضيفها وهبي, الذي قدمها على أنها مبدعة مغربية تمتلك طاقات فنية هائلة وتتحدث لغات متعددة, حيت الجمهور بتحية أمازيغية وموال مستوحى من الأطلس المتوسط, في إشارة لأصولها الأمازيغية, التي كانت انطلاقة لحديثها عن المغرب المتعدد الذي تتقاطع فيه ثقافات عربية وأمازيغية وأفريقية وموريسكية. وفتح البرنامج على امتداد ساعة ونصف, مجموعة من النوافذ التي تحدثت من خلالها أحرار عن إسهاماتها في العديد من الأعمال الأجنبية التي شكلت إضافة مميزة لمسارها مشيرة إلى أن كون المغرب يشكل ""استوديوها طبيعيا"" لتصوير الأفلام العالمية, يعتبر نقطة مهمة لاستقطاب مخرجين وممثلين عالميين مما فسح لها المجال للعمل إلى جانبهم. وأبرزت في هذا الصدد مساهمتها في العديد من الأعمال السينمائية العالمية من خلال التمثيل أو ترجمة سيناريوهات لأعمال حظيت باهتمام إعلامي وجماهري. وفي ردها عن سؤال حول السينما المغربية وحظها القليل في المشرق العربي, أجابت أحرار, بأن المغرب بلد منفتح على العالم وملتزم بهذا الانفتاح على جميع الإبداعات وبجميع اللغات, خاصة في مجال السينما ويدعم ذلك العدد الهائل للمهرجانات السينمائية التي يحتضنها, معتبرة أن على دول المشرق العربي أن تبادر من جانبها بالانفتاح على التجربة السينمائية المغربية الغنية. وعن المسرح الذي منحها فرصة إحراز عدة جوائز, كجائزة أحسن نجمة في دوري دولي للارتجال المسرحي بكندا, وجائزة بمهرجان الكونغرس العربي بالفليبين وجائزة بالإمارات العربية وأخرى بألمانيا وثلاث جوائز من بولونيا, اعتبرت أنه المجال الذي يستهويها أكثر. وأضافت أن فرقا تعمل ضمن أعضائها انفتحت على فضاءات جديدة تذهب من خلالها إلى الجمهور كالبيوت والمقاهي والسجون معتبرة أن هذا النوع من المسرح يجعل الفنان يتوجه إلى الجمهور بدل من أن ينتظره, وذلك في محاولة لتكسير المعتاد وتحفيز الناس على حب المسرح وتقاسم ثقافة القرب. وحول المرأة المغربية والإبداع, قالت أحرار إن انخراطها وإسهامها في المشهد الفني والثقافي ماهو إلا جزء صغير من إسهاماتها في مجالات حققت فيها مكاسب يشكل فيها الإبداع حليفا وخطا موازيا.