مكناس: الهاشمي الخياطي تتواصل لليوم الثاني بمدينة مكناس فعاليات الدورة الرابعة للمعرض الدولي للفلاحة، الذي سيستمر إلى غاية 27 أبريل الجاري، وتهدف هذه الدورة إلى تنظيم مجموعة من الأنشطة تهم عقد ندوات ومحاضرات، وورشات علمية يساهم في تأطيرها خبراء ومهنيون وفاعلون اقتصاديون، يتم خلالها تبادل الخبرات بين مختلف الفاعلين، وكذا الاطلاع على آخر المبتكرات التقنية والتكنولوجية المنجزة في ميدان الصناعة الفلاحية، بالإضافة إلى مشاركة حوالي 620 عارض من مختلف جهات المغرب، وحضور بارز لحوالي 20 بلدا من الدول العربية والأمريكية، والأوروبية، حيث سجل المنظمون مشاركة 160 مقاولة أجنبية وحدها فرنسا تشارك ب 112 مقاولة. وكان الوزير الأول عباس الفاسي ترأس يوم الأربعاء 22 أبريل افتتاح هذا الملتقى الدولي الذي ينظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس رفقة وفد هام يضم أعضاء من الحكومة وسفراء الدول المشاركة في هذه التظاهرة. وجاب الوزير الأول والوفد المرافق له مختلف أجنحة المعرض المقام على مساحة 100 ألف متر مربع، تتوزع على فضاء يضم 16 رواقا تمثل جهات المملكة، التي تتنافس في عرض مخططاتها التنموية، وإبراز مؤهلاتها الاقتصادية والفلاحية بغية استقطاب مستثمرين أجانب، بالإضافة إلى تسعة (9) أقطاب محورية تشمل عوامل الإنتاج الفلاحي، والخدمات والمنتوجات الصناعية والغذائىة، وتربية المواشي. والمعدات، والآلات واللوازم الفلاحية التي تستجيب لانتظارات الفلاحين بمختلف مستوياتهم، إضافة إلى قطب دولي وآخر مؤسساتي. والجدير بالذكر أن هذه الأقطاب عرفت توسعا على مستوى المساحة استجابة للإقبال المتزايد، والتطور الذي يعرفه المعرض مع توالي الدورات، كما هو الشأن بالنسبة لقطبي تربية المواشي، والآلات الفلاحية، حيث أكد أحد المنظمين ارتفاع المساحة المخصصة لهما بحوالي 100 في المئة بالنسبة للأول و30 في المئة للثاني. وقد قدمت شروح ضافية للوزير الأول حول الإمكانات والمؤهلات التي يتوفر عليها المغرب في مختلف الفروع والأنشطة المرتبطة بالقطاع الفلاحي. وتوج اليوم الأول من المعرض بحضور الوزير الأول بالتوقيع على اتفاقية بين وزارة الفلاحة والصيد البحري، وصندوق التنمية والبيئة العالمي، تهم منحة بقيمة 137 مليون درهم توجه لتنمية أربعة مشاريع متعلقة بالدعامة الثانية لمخطط المغرب الأخضر، وتهم بالخصوص محاربة انجراف التربة، والتكيف مع المتغيرات المناخية. وكذا المراقبة التشاركية لمحاربة زحف التصحر والرفع من مردودية الموارد الفلاحية والرعوية، وحماية النظام البيئي، وتحسين ظروف معيشة سكان منطقة المغرب الشرقي. وبخصوص المشروع الثاني فإنه يهدف إلى تشجيع الحفاظ على التنوع البيئي ودمجه في مجال النباتات الطبية والعطرية. أما المشروع الثالث فيتعلق بدعم استغلال النخيل وشجر الأركان والصبار، بالإضافة إلى تمويل مشروع رابع يرمي إلى الحد من الكوارث الطبيعية على صعيد جهة سوس ماسة درعة. ومن المقرر ان يشهد اليوم الثاني والثالث من المعرض توقيع أربع اتفاقيات أخرى من طرف مجموعة القرض الفلاحي مع معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة، والفيدرالية البين مهنية المغربية للسكر، وأخرى مع شركة طويوطا. ويؤكد المهنيون أن هذا المعرض أصبح منذ دورته الثالثة حدثا وطنيا مرتبطا بالمخطط الأخضر الذي يهدف إلى النهوض بالقطاع الفلاحي اعتمادا على فروع ذات قيمة مضافة قادرة على توفير المزيد من فرص الشغل ومضاعفة دخل الفلاحين حيث يتوخى تحقيق مائة مليار درهم كناتج داخلي إجمالي في أفق سنة 2020 . مقابل 38 مليار درهم حاليا. والرفع من قيمة وحجم صادرات الفواكه والخضر بحوالي 3,5 مرة ومضاعفة المساحات المسقية بحوالي 5 مرات علما بأن 71 في المائة من المساحات الفلاحية الصالحة عبارة عن استغلاليات تقل عن خمسة هكتارات في حين أن هناك 1,4 مليون هكتار فقط توجد في الأحواض المسقية. ويظهر أن هناك تحديا كبيرا يواجه المخطط الأخضر يتعلق بالتمويل وهو ما تم أخذه بعين الاعتبار منذ البداية حيث حددت الدولة مبلغ 50 مليار درهم. موزعة على 10 سنوات بمعدل 5 ملايير لكل سنة مقابل 50 مليار درهم فقط للإستثمارات الخاصة توجه للدعامة الأولى من المخطط المرتكزة على الفلاحة العصرية. وفي هذا الإطار كان القرض الفلاحي للمغرب أعلن عن مساهمته ب: 20 مليار درهم منها 14 مليار درهم توجه للدعامة الأولى، وعبر التجاري وفا بنك والبنك الشعبي المركزي عن رغبتهما في المساهمة بفعالية في إنجاح المخطط الأخضر، عبر اعتماد مبالغ مهمة في السياق نفسه ووعد فرع أونا باعتماد مبلغ 25 مليار درهم والبنك الشعبي 20 مليار درهم من أجل مواكبة تطبيق البرامج التعاقدية التي توجه للفروع الفلاحية المستهدفة. وعلى هامش الملتقى الذي يحظى بتغطية إعلامية وطنية ودولية يرى المنظمون أنه سيتم تنظيم زيارات ميدانية لبعض الضيعات الفلاحية النموذجية بالإضافة إلى تنظيم أنشطة ثقافية وفنية بالهديم والساحة الإدارية، ولكورة، وباب الخميس، وعين الشبيك والفروسية بباب القزدير، مع برمجة سهرة فنية كحفل الاختتام ستحييها مجموعة عيساوة والأندلس، وناس الغيوان وفرقة آش كاين.