العلم : رشيد زمهوط اتهمت صحيفة النهار الجزائرية في عنوان مثير تصدر الصفحة الأولى لعددها ليوم أمس المغرب بالتجسس عبر الفضاء , وادعت أن وزارة الدفاع المغربية تلقت مؤخرا تعليمات تقضي برفع ميزانية القمر الصناعي المغربي توبسات أو زرقاء اليمامة الموجه بالأساس لأغراض عسكرية تتلخص في التجسس على بلدان مجاورة، منها الجزائر على وجه الخصوص كما كتبت الصحيفة المذكورة . و كانت الحكومة المغربية قد قررت السنة الماضية رفع الميزانية الضعيفة المخصصة ل المركز الملكي للاستكشاف الفضائي عن بعد برسم سنة 2009 إلى 21 مليون درهم ،لتحسين مستوى أبحاث خبراء وعلماء الفضاء المغاربة والاعتماد على القمر الاصطناعي المغربي ماروك توبسات أو زرقاء اليمامة كما سماه الملك الراحل الحسن الثاني ، في القيا م بمهام مدنية بالدرجة الأولى و يصرف جزء من الميزانية المعتمدة لاقتناء معدات وللصيانة بالتعاون مع مركز فضائي روسي علاوة على تكوين خبراء مغاربة في مراكز فضائية أمريكية وفرنسية. ويستخدم القمر الاصطناعي المغربي منذ وضعه في مداره نهاية سنة 2001 بصاروخ إطلاق روسي على علو يناهز ألف متر في جمع معلومات حول حالات الطقس والتقاط صور فضائية لمواقع جغرافية ، وتوضع جل الصور الملتقطة من طرفه رهن إشارة الباحثين حيث يمكن معاينتها بسهولة عبر شبكة الانترنيت . وتم تصميم زرقاء اليمامة بواسطة خبراء مغاربة في أبحاث الفضاء حيث وُفرت لهم جميع الموارد المالية والتقنية ليقوموا بتصميم و تصنيع أجزاء القمر الاصطناعي كما قاموا أيضا بإدخال ودمج الأنظمة الالكترونية في القمر الاصطناعي المغربي بالاستفادة من مساعدة باحثين من جامعة برلين. ويتوفر زرقاء اليمامة على أربع لوحات شمسية وأربع بطاريات وجهاز للتحكم في الطاقة بينما يبلغ وزنه 45 كليوغراما ، ويقوم بإتمام 14 لفة حول العالم يوميا منها 4 لفات فوق المغرب. و نظرا لصغر حجمه وارتفاعه و تكنولوجيا المسح الفضائي الموظفة فيه فإن الصور التي يلتقطها للغلاف الجوي لا تتمتع بالدقة و القدرة الفائقة للاستعمال العسكري ،حيث تمكن أقمار منافسة من تزويد محطات الاستقبال بأداء أفضل من حيث الوضوح و هو ما يلغي عنه طابع الخدمة العسكرية التي تتطلب تقنيات و وسائل تكنولوجيا لا يتيح حجم زرقاء اليمامة بتجهيزاته إمكانية الوصول اليها . و تندرج مزاعم صحيفة النهار الجزائرية ضمن مسلسل مدروس بعناية بسبق الاصرار و الترصد للنيل من سمعة المغرب و توتير علاقاته بالجزائر بتدليس و فبركة الأخبار و المعلومات الأمنية الحساسة و بثها في مناسبات و ظرفيات سياسية مخدومة لأغراض تهييجية منحطة.