أصبح الوضع المائي هاجسا يقلق سلطات سبتةالمحتلة، فمنذ أسابيع أطلفت هذه الأخيرة إنذاراً عن الخصاص المائي الذي يتطلب اتخاذ تدابير وإجراءات لتطويقه ومن جملة هذه الإجراءات ضرورة تحديد المجال المائي وإخضاعه للمعايير الأروبية. ويشير مرسوم ملكي إسباني رقم 125/2007 صادر في الثاني من فبراير المنصرم الى هذه الضرورة. وتريد سلطات سبتةالمحتلة من خلال هذه الاجراءات ضمان اكتفاء ذاتي من المياه خاصة وأن جزءا كبيراً منه تتقاسمه المدينةالمحتلة مع باقي التراب الوطني المغربي: وطالب مسؤول محلي في سبتةالمحتلة بإبرام اتفاق مع المغرب في هذا الشأن إلا أنه اعترف أن ذلك ليس من مهام السلطات المحلية ولكنه من اختصاصات وصلاحيات وزارتي خارجيتي كل من المغرب وإسبانيا على الصعيد المركزي. وترغب السلطات الاسبانية في المدينةالمحتلة من خلال اتفاقية التحديد هذه ضمان المياه للمدينة لكن المعضلة التي تواجهها والتي تقلق بال المسؤولين في سبتةالمحتلة هي أن المياه التي تصل إليها عن طريق المجاري التي تأتي من باق التراب المغربي تتأثر بالإستعمالات الفلاحية وتربية المواشي التي تعرفها المنطقة. وترغب سلطات مدينة سبتةالمحتلة التوصل مع المغرب إلى اتفاقيات بشأن استعمال الماء تراعى الشروط الايكولوجية وهو ما لايمكن أن تفرضه أية اتفاقية حيث ان المغرب يمكن أن يوافق على الاقتسام المشترك للمياه حسب ما تنص عليه الاتفاقيات الدولية لكنه من الصعب فرض استعمال المياه بشكل يراعي الضوابط الايكولوجية وهو التخوف الذي يقلق سلطات مدينة سبتةالمحتلة مما يدفعها الى محاولة التوصل الى اتفاقيات مشتركة في هذا الاتجاه ويبدو من خلال هذه المعضلة أن الواقع الجغرافي يفرض الواقع التاريخي والحقيقي لسبتةالمحتلة كجزء من التراب المغربي لايمكن أن يحيى بدونه جغرافيا وبشريا واقتصاديا. ونشير في هذا الخصوص الى أن الوضع الاقتصادي للمدينة خصوصا في ظل الأزمة العالمية أصبح كارثيا مما حذا بسلطات المدينةالمحتلة الى أن تطلب من حكومتها المركزية السماح للمغاربة بدخول سبتةالمحتلة بدون تأشيرة شينغن لإنعاش اقتصادها المختنق بفعل تشديد السلطات المغربية للرقابة على المواد الآ4تية من سبتةالمحتلة وذلك بسبب التغيير الذي عرفه السوق المغربي نتيجة الانفتاح حيث أن أصبح يعج بمختلف السلع التي كانت في السابق تأتي من التهريب الذي كان النشاط الاقتصادي الوحيد الذي تعيش منه سبتةالمحتلة.