شبهت صحيفة« بوسطن غلوب» الأميركية عملية تحرير القبطان الأميركي من أيدي القراصنة الصوماليين، بمشهد من أفلام هوليود ، حيث يقوم البطل أو القبطان بتعريض نفسه للخطر في سبيل حماية رفاقه في السفينة، وأما القراصنة فيوصفون بالمخادعين والأشرار. وتمضي الصحيفة بالوصف لتقول إن الرئيس الأميركي باراك أوباما يصدر أوامره بمهاجمة القراصنة، وإن لذلك ما يبرره، وأما القناصة فيظهرون دورا بطوليا بقتلهم ثلاثة من القناصة على قارب مطاطي بطلقة لكل واحد منهم. إلى هنا تعرض الصحيفة المشهد في افتتاحيتها، لكنها تستدرك بالقول إن نهاية المشهد لا تقدم حلا لمشكلة القرصنة قبالة سواحل الصومال، وتضيف أن السفن وطواقمها سيتعرضون للعنف والخطر أكثر من ذي قبل. أبرزت الصحيفة سببين للقرصنة الصومالية، وقالت إن الإحباط الاقتصادي والغضب الذي يشعر به الصوماليون تجاه شركات الصيد الأجنبية، وخاصة الأوروبية منها ، هو أحد أسباب نشوء القرصنة في البلاد. وأوضحت أن تلك الشركات تسلب خيرات مياههم ، بما قيمته 300 مليون دولار أميركي سنويا ، من أسماك التونة والروبيان وغيرها من خيرات البحر، تاركة الصيادين المحليين يتضورون بلا عمل. وأما السبب الثاني، فيعود لغضب الصوماليين جراء ما جلبه إعصار تسونامي 2005 من براميل تسرب مواد مشعة ونفايات خطرة إلى السواحل الصومالية. ومضت إلى أن الصوماليين لا يأبهون كثيرا إذا كانت الشركات الأوروبية دفعت أمولا لأمراء الحرب في الصومال مقابل القيام بدفن النفايات الخطرة، لكن المشكلة تكمن في أن الأوروبيين استغلوا عدم قدرة الصومال على حماية مياهه وشعبه أسوأ استغلال. وهكذا ظهرت جرائم القرصنة في ظل الفوضى السياسية وغياب مظاهر القانون والنظام في البلاد. واختتمت الصحيفة بالقول إن العلاج الوحيد للأزمة على المدى الطويل، لا يتأتى إلا عبر إيجاد حكومة مستقرة في الصومال، وعبر التنمية الاقتصادية التي يمكنها التخفيف من حدة الفقر المدقع الذي تشهده البلاد. وأقرت الصحيفة بعدم وجود صيغة سحرية لتحقيق تلك الأهداف، محذرة من أنه سيصبح من الصعب تحقيقها إذا ما بدأت القوات الأجنبية بمداهمة "أوكار" القراصنة على الشواطئ.