مع الناس: أشياء كثيرة ليست على ما يرام… * بقلم // د. عادل بنحمزة أشياء كثيرة ليست على ما يرام في بلادنا، و من يسعى إلى تصوير الأمر على أنه طبيعي و عادي، إما أنه لا يدرك خطورة الوضعية التي توجد عليها بلادنا على المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية و الأمنية، وإما أنه يعيش قطيعة مع الواقع الذي لا خطئه العين، بحيث تمنعه تلك القطيعة من رؤية المياه وهي تتسرب إلى قعر السفينة… لقد تحول "البلوكاج" المصطنع الذي يعرفه مسار تشكيل حكومة مابعد 7 أكتوبر، من مجرد تطويع سياسي لعدد من الأطراف بالقدر الذي يكفي أن يجعل الحديث عن مخرجات صناديق الاقتراع يتوارى إلى الخلف، فاسحا المجال لمنطق التوازنات القبلية و الخطط المسبقة والتي لا تستحضر مطلقا اختيارات الناخبين رغم كل ما تم إستعماله لتطويعها و التحكم فيها، إلى حالة سياسية قائمة الذات ترتكز على رفع سقف التحدي في مواجهة المطالب الديمقراطية، و دفع البلاد إلى العيش أطول مدة ممكنة بدون حكومة و بدون برلمان..باختصار شديد، بدون مؤسسات، في دولة طالما تغنت بأنها رائدة في الاصلاحات السياسية و الدستورية. هذه الوضعية هي ما جعلت بلادنا تصنف من قبل مؤشر الديمقراطية العالمي لسنة 2016 الصادر عن "the economiste inteligence unit" ، ضمن البلدان الهجينة فيما يتعلق بالديمقراطية، بمعدل 4.77 نقطة على 10، حيث حصل المغرب على الرتبة 105 من أصل 167 دولة يشملها التقرير السنوي للمؤسسة البريطانية ذائعة الصيت والتي يوجد مقرها في لندن، حيث أن تقاريرها المختلفة تحضى بمصداقية كبيرة، وبناء عليها يتم إتخاذ عدد من المواقف إزاء الدول التي تشملها تقاريرها السنوية. مؤشر الديمقراطية العالمي يعتمد على دراسة خمسة مؤشرات أساسية وهي: الانتخابات التعددية والأداء الحكومي والمشاركة السياسية والحريات المدنية وأخيرا الثقافة السياسية، ويعمل المؤشر على تصنيف الدول إلى أربع مجموعات، الأولى تهم "الديمقراطية الكاملة" والثانية تهم "الديمقراطية المعيبة" والثالثة تهم "الديمقراطية الهجينة" وأخيرا في المجموعة الرابعة نجد "الأنظمة السلطوية". وقد حصل المغرب على نقط ضعيفة جدا ومخجلة في كل المؤشرات التي يعتمدها واضعوا التقرير، إذ لم يتجاوز 4.41 بخصوص الحريات المدنية، و4.44 فيما يتعلق بالمشاركة السياسية، و4.64 في الجانب المتعلق بالأداء الحكومي، و4.75 فيما يخص الانتخابات التعددية. لكن يبدو أن هذه الوضعية أضحت لا تكف كي تطلع حمرة الخجل على الطارئين على السياسة والعمل الحزبي، والذين تحدثوا بما لقن لهم في البداية عن "حرايفية السياسة"، فلم تمضي سوى شهور قليلة على تكليفهم بالمهام التي يقومون بها من على رأس حزب سياسي، حتى فقدوا رويتهم المصطنعة و أدخلوا عبارات تعكس مستواهم الحقيقي مثل "طاحت عليه الكرش" و"هادشي اللي كاين فالسوق"… د. عادل بنحمزة للتواصل مع الكاتب: