آلاف المواطنين علقوا لساعات بالطرقات وآخرون قطعوا المسافة بين العدوتين على الأقدام * العلم: سلا – عبد الناصر الكواي عاش سكان سلا طيلة نهار الخميس وحتى الساعات الأولى من صباح أمس الجمعة، لحظات عصيبة بسبب التساقطات الغزيرة التي خلقت موجة فيضانات اجتاحت المنازل والمحلات والطرقات وخطوط الترام والقطار في عدد من الأحياء والنقطة المرورية بالمدينة، ما خلق حالة طوارئ عرّت عورات البنية التحتية وقنوات الصرف الصحي. العمال والموظفين والطلبة وغيرهم من سكان سلا الذي كانوا في طريق عودتهم من الرباط لم يكونوا أفضل حالا، فقد ظل الآلاف منهم عالقين في مئات المركبات من كل الأصناف بمجموعة من المحاور الطرقية لأزيد ثماني ساعات، واضطروا مئات آخرون لقطع المسافة بين العدوتين سيرا على الأقدام في مدد تجاوزت ثلاث وأربع ساعات تحت زخات المطر. وأمام "البلوكاج"، الذي طال كل المنافذ المؤدية إلى سلا، خاصة على مستوى قنطرتي مولاي الحسن والفداء، وجد مئات الراكبين أنفسهم مجبرين سلك الطريق السيار عبر قنطرة محمد السادس المعلقة عبر الضفة الشرقية لأبي رقراق في اتجاه سلاالجديدة، ثم الدخول إلى سلا. بينما لجأ سائقو سيارات الأجرة الكبيرة والصغيرة إلى ركن عرباتهم في محطات الاستقبال، ما حال دون تمكن الآلاف من المواطنين الذين يستقلون هذه الوسيلة يوميا من بلوغ بيوتهم، وهو المصير نفسه الذي واجهه مستعملو الحافلات العمومية، الذين أُجبروا على قضاء ساعات طوال من الانتظار تحت المطر أو المكوث في مقرات عملهم بعد نهاية الدوام. هذا الوضع الكارثي، الذي خلفته أمطار فاق حجمها 100 مِم في أقل من أربع ساعات، عمدت شركة ريضال المفوض لتدبير الماء والكهرباء والتطهير السائل بالعدوتين إلى مضاعفة فرق التدخل عبثا حيث لم تلاحظ لهم "العلم" التي جابت عددا من الطرقات المختنقة مروريا أثرا. كما أعلن رئيس الجماعة الحضرية لسلا عن إحداث خلية أزمة بتنسيق مع عامل المدينة والسلطات المحلية، والوقاية المدنية وشركات الأشغال وشركات النظافة. بيد أن المواطنين بسلا، ومن خلال شبكات التواصل الاجتماعي، صبوا جام غضبهم على السلطات التي يرون أنها أهملت المدينة وعرت التساقطات إهمالهم، فانتشر هاشتاغات من قبيل #سلا_تغرق و#سلا_مدينة_إشاعة و#حشمو_على_عراضكم و#عتقو_الروح وغيرها مرفوقة بتدوينات وصور تظهر معاناة المواطنين في يوم الخميس الأسود بسلا الذي غرقت فيه المركبات وغزت فيه المياه الترام والمتاجر والمنازل.. وانتقد المعلقون على موقع التواصل الاجتماعي المجالس المنتخبة، داعين المواطنين إلى البحث عن المستشارين الجماعيين وإخبارهم بما يقع ليتحركوا ويتحملوا مسؤوليتهم. ودها آخرون إلى تفعيل لجان لليقظة والعمل على إنقاذ قاطني الأحياء الهامشية التي لا تتوفر على بنية تحتية قادرة على تحمل قوة التساقطات الغزيرة. وقال بعض هؤلاء في تدوينات ساخرة "خليونا من الضحك…دكشي اللي طرا اليوم فسلا فضيحة وحشومة وعيب نقولوا اننا ف2017 وفمدينة قرب العاصمة ويطرا فيها بحال هاكا…دوك التبريرات ديال أن الشتا مجهدة وغير اعتيادية غير خليوهم عندكم، حيت ما راها لا عاصفة لا تسونامي لا إعصار والشتا اللي صبات فالرباط صبات فسلا، وأساسا أساسا البنيات التحتية خص يتخاد فيها بعين الاعتبار أن الشتا ديال سيدي ربي كتطيح وكتجي مجهدة والجفاف را ماشي كل عام". في هذا السياق، لم يجد جامع المعتصم، عمدة مدينة سلا، غير التعبير عن أسفه لما حصل، مضيفا أنه من الطبيعي أن تقع هذه الفيضانات لأن "التساقطات كانت قياسية واستثنائية"، ولم تتحملها شبكات صرف المياه. وقال المعتصم "نحن نعمل، رفقة الجهات المختصة والشركة المفوض لها تدبير القطاع، على حل المشكل في أسرع وقت"، معبرا عن أمله في انحباس الأمطار قليلا حتى يتمكن أفراد الوقاية المدنية والجهات المختصة من توصيل الآليات. سكان سلا يعيشون خميسا أسود بعدما غمرت الفيضانات مدينتهم ومسؤولون يبررون.. أمام امتعاض المواطنين العالقين على طرقات سلا حتى العاشرة ليلا، من غياب أي تدخل للجهات الوصية لفك "اعتقالهم" على الطرقات، قال مسؤول في جهاز الوقاية المدنية إن بطء التدخلات راجع إلى انسداد الشوارع بسبب الفيضانات التي عرفتها المدينتان، وهو ما جعل مهمة نقل الآليات شبه مستحيلة، فيما قال أحد مهندسي شركة تدبير الصرف الصحي بسلا إن توقف المواصلات، بما فيها القطار والطرامواي، وضع حاجزا أمام تنقيل آليات السلطات المعنية للتدخل الميداني. سكان سلا يعيشون خميسا أسود بعدما غمرت الفيضانات مدينتهم ومسؤولون يبررون.. سكان سلا يعيشون خميسا أسود بعدما غمرت الفيضانات مدينتهم ومسؤولون يبررون..