يبدو أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يعيش مأزقا ما بعده مأزق، فالرسائل التي بعث بها الرئيس الأميركي باراك أوباما من تركيا ، وشروط السلطة الفلسطينية لاستئناف المفاوضات والفراغ السياسي الذي تشهده حكومته، تطوقه من كل جانب maariv حتى تقبل اسرائيل بالشروط الفلسطينية فقد نقلت صحيفة «معاريف» عن مصادر فلسطينية لم تكشف عنها قولها، إن السلطة الفلسطينية لن تجري أي اتصال مع حكومة نتنياهو حتى تستوفي الشروط الثلاثة، وهي تجميد الاستيطان، والاعتراف الإسرائيلي بكل الاتفاقيات الموقعة بين الطرفين، وبحل الدولتين. وفي ظل هذه الظروف، يتعين على رئيس الحكومة أن يبلور لنفسه سياسة واضحة قبيل لقائه أوباما مطلع الشهر المقبل، لا سيما أن مصادر بالقدس تقول إن المشكلة لا تكمن في اللقاء الأول بل الثاني الذي سيعمل نتنياهو بالثقة التي سيتلقاها من الرئيس الأميركي. وعلى نتنياهو أيضا أن يقرر بشأن تجميد المستوطنات، وبالطلب الدولي للاعتراف بالدولتين، وبحقيقة أن أوباما نفسه كرر التزام بلاده بمسار أنابوليس الذي استبعده وزير الخارجية الإسرائيلي، إفيغدور ليبرمان. haaretz أوباما : الشراكة مع أمريكا أو الصدام معها اعتبر الوف بن ، بصحيفة «هآرتس» أن العلاقة بين واشنطن وتل أبيب تجري عبر الخطابات، فبينما يصفي ليبرمان مسيرة أنابوليس، يدعو أوباما إلى إحيائها، وفي حين يرفض نتنياهو حل الدولتين، يؤكد الرئيس الأميركي التزام بلاده بهذه الرؤية. ويلخص الكاتب الرسائل التي بعث بها أوباما إلى نتنياهو عبر خطابه في تركيا وهي: - لا تبدد وقتي في محاولات إلغاء "حل الدولتين" والبحث عن رؤية جديدة. - تبادل السلطة في إسرائيل لا يعفيها من الالتزامات التي أخذتها على عاتقها في عهد الرئيس السابق جورج بوش. - القناة السورية شرعية. - مبادرة أوباما للحوار مع طهران ليست تسليما بقنبلة نووية إيرانية. وفي خطابه في براغ قبل أيام، نقل أوباما أيضا رسالتين لإسرائيل، أولاها أن تل أبيب من بين مدن العالم المهددة بهجوم نووي، وثانيها رغبته في تصفية السلاح النووي. نتنياهو سارع بالرد على أوباما عبر مكتبه قائلا "إسرائيل تقدر التزام الرئيس الأميركي بأمن إسرائيل، ورغبته في تقدم المسيرة السلمية، وإسرائيل ملتزمة بهذين الهدفين، وستبلور موقفها السياسي قريبا". غير أن الرد الإسرائيلي كشف عن أنه لا يوجد عمليا بهذه اللحظة تنسيق مع الولاياتالمتحدة في مواضيع تتعلق بالمسيرة السلمية. الكاتب عكيفا الدار ، من «هآرتس»، أوضح جدية أوباما في متابعة الحل بالشرق الأوسط، من خلال اعتقاده بأن الزعماء السياسيين يتنكرون دائما لإرث من سبقهم. ورغم أن تنكر بوش لاتفاق سلام وضعه سلفه بيل كلينتون، فإنه يبدو أن أوباما سيحول ما ُيعتبر رؤية السلام لدى بوش إلى هدف عملي. وقالت «هآرتس» في افتتاحيتها إن الرسالة الأميركية القاطعة والواضحة التي خرجت من تركيا ,تستهدف كل الدول العربية والإسلامية بقدر لا يقل عن إسرائيل. وتنطوي الرسالة على المصالحة والتفاهم والتقدير والرغبة الصادقة في التعاون، ليس مع أصدقاء أميركا وحسب، بل مع إيران. واعتبرت الصحيفة أن هذا التغيير يلزم إسرائيل بالاستماع والاستيعاب، خاصة أنه يأتي في وقت مناسب تستقبل فيه البلاد حكومة جديدة. وهذه الرسائل تنتظر الآن تطبيقا، فالدور الأميركي، الذي استند إلى اتفاقات سابقة في حل النزاع ، سيدفع حكومة إسرائيل والفلسطينيين والسوريين إلى القرار فيما إذا كانوا شركاء في رؤية أوباما , أم أنهم يفضلون التحرك على مسار الصدام مع الولاياتالمتحدة.