في جو فني أثثته الكلمة الطيبة والمتمنيات الصادقة, كرمت الأسرة الفنية أخيرا بطنجة الفنان المسرحي العربي اليعقوبي الذي يعتبر ذاكرة الديكور والملابس التي منحت للسينما المغربية زيها البهي. وتم خلال حفل التكريم, الذي نظمه المنتدى الثقافي لطنجة بتعاون مع المركز السينمائي المغربي تحت شعار ""العربي اليعقوبي : الإنسان والفنان"" بمناسبة ميلاده الثمانين, تقديم عدة شهادات في حق هذا الفنان الذي شارك في أعمال مغربية وأخرى عالمية. ففي حق هذا الفنان, قال المدير العام للمركز السينمائي المغربي نور الدين الصايل إن العربي اليعقوبي كريم بموهبته كمهندس ديكور قدم الكثير وما زال لمهنيي الفن السابع والمسرح بالمغرب. وأضاف الصايل أن ""اليعقوبي رجل لا سلطة له, قوته في حضوره, وفي صمته, اختار إعادة تشكيل الواقع سينمائيا, وأن يعيش والابتسامة لا تفارق شفتيه"", حيث يعرف هذا الفنان بابتسامته الدائمة وزيه المتناسق والأنيق. ووصف المدير العام للمركز السينمائي المغربي اليعقوبي ب""الرجل الأنيق الذي كان يعيش حياة كالشعر في بساطتها وجمالها, في تفاصليها معبرة, يستنطق لحظاتها"" قبل أن يختم بقوله ""العربي كان لونا أصيلا نسينا سر صنعه"". وتقدم إلى المنصة عدد من الفنانين الذين سبق واشتغلوا مع العربي اليعقوبي في أعمال سينمائية أو تلفزيونية سابقة لتقديم شهاداتهم, ومن بينهم من تعلم أصول التمثيل والصعود فوق الخشبة على يد هذا الفنان الذي التحق بالمجموعة المسرحية ""المعمورة"" سنة1950 , أو حينما أشرف على أول دار شباب افتتحت بمدينة طنجة. وأبرز المنسق العام للمنتدى الثقافي لطنجة السيد أحمد الفتوح أن ""باالعربي"" (كما يلقبه أهل طنجة) كان وجها سينمائيا بارزا لم يحظ باعتراف يليق بحجم الفنانين الكبار من طينة العربي اليعقوبي. وأكد على أن هذه المبادرة تشكل التفاتة للمسار الطويل لهذا الفنان, وعرفانا بجميل مساهمته في إغناء الساحة الفنية بمدينة طنجة, داعيا إلى إطلاق اسمه على إحدى المؤسسات الثقافية بمدينة البوغاز لحفظ اسمه في ذاكرة أهل طنجة. وقد حضر حفل التكريم عدة شخصيات مغاربة وأجانب, تنتمي لعالم السينما والمسرح والإعلام والموسيقى, بالإضافة إلى عدد من رفاق اليعقوبي وأصدقائه وبعض تلامذته ممن تلقوا مبادئ التمثيل على يده. للتذكير, شارك العربي اليعقوبي في عدد من الأفلام السينمائية الدولية تحت إشراف مخرجين دوليين من قبيل دافيد لين (فيلم لورانس العرب), فرانسيس فورد كوبولا (عودة المهر الأسود), مارتان سكورسيس (الرغبات الأخيرة للمسيح), محمد العقاد ( الرسالة, عمر المختار). كما شارك في عدة أعمال رفقة مخرجين مغاربة, منهم حميد بناني (وشمة), محمد عبد الرحمن التازي (السفر الكبير, باديس), الجيلالي فرحاتي (شاطئ الأطفال الضائعين), فريدة بن ليزيد (كيد النساء), مومن السميحي (العايل), لحسن زينون (عود الورد). وبهذه المناسبة, نظم بعض الشعراء قصائد في حق العربي اليعقوبي, فيما قدمت جريدة طنجة, المساهمة في تنظيم هذا التكريم, مساعدة مالية للفنان الذي يعيش ظروفا صعبة, بالإضافة إلى عدد من التذكارات من معجبيه.