***عبد الله البقالي // يكتب: حديث اليوم*** يتحدث السيد عزيز أخنوش في تصريح صحافي عما سماه بالظلاميين . و شخصيا أشك في أن رجل الأعمال الناجح جدا يدرك المفهوم الدقيق للمصطلح الذي شغل به لسانه في مناسبة معينة . عزيز أخنوش – ليس كما حاول أن يقدم نفسه للرأي العام الوطني حينما تحدث عن ماضيه – رجل أعمال مصنف ضمن ثلة من هؤلاء الذين يديرون و يملكون مؤسسات و استثمارات كبيرة توازي في قيمتها ما يسد رقم الملايين من أبناء هذا الشعب المسكين ، و لعل الأقدار و الظروف السياسية و الاقتصادية التي مرت منها البلاد كانت سببا في أن يولد عزيز أخنوش و هو رجل أعمال ، و لم يرتبط بالممارسة السياسية و لا بالسجال السياسي العام الذي رافق هذه الممارسة منذ فجر الاستقلال إلى الآن ، و لم يع أخنوش بأهمية العمل السياسي إلا حينما وجد نفسه وزيرا باسم الحركة الشعبية أولا قبل أن تعاد صباغته على وجه الاستعجال ليستوزر باسم حزب جديد عليه اسمه التجمع الوطني للأحرار الذي سار في زمن قياسي رئيسا و زعيما له بيد أن أطره بقيت في الطابور تنتظر ما لا ينتظر ، و لعل أعضاء حزب الحركة الشعبية ينذبون حظهم لأن رجل الأعمال هذا كان ممكنا أن يصير رئيس حزبهم لو حفظ له على الصباغة الأولى و ليخلصهم من رئيس جثم على صدورهم طوال أكثر من خمسة و عشرين سنة خلت . رجل الأعمال الذي قادته ظروف معينة إلى رئاسة حزب نفض منه يده قبل سنوات قليلة جدا و وعد بالانسحاب من الحياة السياسية سمع مرة من المرات أن اليساريين يستعملون مصطلح الظلاميين ، و هم بذلك يعيبون على الإسلاميين انغلاقهم و تحجرهم و رفضهم الفكري لجميع أشكال الحداثة و المعاصرة – كما يعتقد اليساريون – و هو حينما استعملها لم تلق به ،لإنه لا ينتمي إلى المدرسة المناقضة للإسلاميين و يشهد التاريخ الحديث أن الرجل لم ينتم أصلا لأية مدرسة سياسية . و هو استعملها بصفة اعتباطية . دعنا نمازح الرحل بالسؤال ، إذا كان الأمر فعلا يتعلق بالظلاميين ، فلماذا قبلت بأن تكون وزيرا في حكومة الظلاميين ؟ بل و كيف تقبل اليوم أن تجري مشاورات ماراطونية من أجل تشكيل الحكومة المرتقبة مع أشخاص تقذفهم بعبارات سب و إهانة ، و ترميم بتهم ثقيلة ؟ بل و كيف لك أن تصفح غذا بنكيران و تبتسم في وجهه وجهه و تلتقط صورا معه و أنت الذي ترميه بما ترميه اليوم بالسباب ؟ كل هذا يحدث في هذه البلاد و لا زال المحللون لم يعرفوا الأسباب الحقيقية وراء العزوف الشعبي على العمل السياسي ؟