يا لِلْحرية من كل الأشياءْ من آثار الذكرى مما أعرِف أو لم أعرف من جرح في عمق الهوة ينزفْ منذ زمان يتذكرني ويُذكّرني بصدى أول صرخة يا لِلْحرية من رسَن يكبح فرَس الريح ويهيض جناحَ الشِعرِ إذا اجتاز الآفاقَ وأبصَر مِن أعلى ما تَحْجبه الأوهام . يا للحرية في شِعرٍ ونقيض الشعرْ في قصيدة مبتدِع ساخرْ لا يحفل بالنمَط الجاهز أو بالنقد الناجز أو بالمتصفِح لكنْ ما هو بالقارئ. قد يختنق الشاعرُ حينا بطفيْلية النُّكران لكن الحرية تسمو به في القلق الخاطف وتلازمُه فوق شراعٍ لا يطفئ أنوارَهُ رغم نذير الغرقِ الداهم، في الموج الصاخب يكتشف الشاعرُ أسرار الشعر ولا يخشى في المرآة نقيضَه ويرى الحرية رأيَ العينْ هي بنت البحر وساكنة الأجواء. أعرف أني جزْءٌ من كل وأرى في جزئيتي كلَّ الإنسان الإنسانَ المتألمَ بالسهم المسموم وبما لا يَعلم من قدَر محتومْ ، الإنسانَ المتمردَ والخاضع، كيف أكون المتمرد والخاضع في آن؟ لا أتردد أن أعلن أني لست من الجنس المترفْ لست على ملة رُواده لست على خط رتابته وحوافر قطعانه. وأنا أعلن أيضا أني شاعرْ ونقيضُه في آنٍ واحد. وأُقر بلا وجلٍ أني والموت لصيقانِ كالعنوان المكتوب على وجه رسالة فأنا التابع وهو الرائد أتوكأ عكاز عظامي أخطو بجواره حيث يشاء فأنا الطائر والموت سماء فبراير 2009