محمد بلفتوح تعددت الآراء التي وصفت بها الهزيمة النكراء التي مني بها فريقنا الوطني للمحترفين في أول مقابلة رسمية له برسم إقصائيات كأسي العالم وإفريقيا 2010 ضد المنتخب الغابوني الذي انتقم بانتصاره المدوي على صعيد القارة السمراء من كل الانتصارات السابقة التي حققها المغرب عليه منذ أول لقاء سنة 1977 حتى 2006. ولعل أراء الجمهور المغربي بعد الهزيمة تكشف الكثير عن مدى حسرته وخيبة الأمل التي مني بها بعد أن كان الجميع يعلق آماله على تحقيق فوز عريض يكون مفتاح الانطلاقة الجيدة نحو الوصول للمونديال بجنوب إفريقيا بأنغولا، لكن الظاهر كما يؤكد أغلب الذين جالسناهم من عامة المواطنين بعد الهزيمة النكراء أن التأهل لكأس العالم أصبح وهما ما دام أن خروج المنتخب الوطني من الخيمة كان مائلا مما يعد بالسقوط المنتظر في وقت عجز فيه عن الحضور الجيد والإنتصار بملعبه وأمام جماهيره فما بالك قدرته على تحقيق ذلك بملاعب خصومه الذين كشروا عن أنيابهم مع البداية. ويبقى المثير هو أن أغلب المواطنين ومن فرط قوة الصدمة يرفضون المناقشة المفصلة بعد الهزيمة لدرجة أن البعض لخصها بلهجة دارجية صريحة «ما عندنا فريق ولا مدرب ولا جامعة» في حين اعتبر البعض أن الهزيمة أراحتنا مع البداية وهي ستقينا صداع الرأس ومتابعة هذا المنتخب «الشوهة» وإن كانت آراء أخرى رغم رغبتها في اختصار الكلام عن المنتخب الوطني فإنها ترى أن هناك مجموعة من اللاعبين يجب تنحيتهم بسرعة من قبيل قادوري والسفري والرباطي والقرقوري وخرجة والحارس زازا وأن البطولة الوطنية تزخر بطاقات وكفاءات أفضل منهم بكثير، والشيء الذي أثار انتباهي أكثر في هذه المجموعة من الآراء هو شبه إجماع على أن معظم اللاعبين خاضوا اللقاء بغرور كبير مما أفقدهم الحماس والقتالية كما أن المدرب روجي لومير بدوره اختلطت أمامه الأوراق لما فاجأه المنتخب الغابوني بواقعية اللعب وسرعته والقدرة الخارقة على المباغثة وكأن لومير لم تكن له أية فكرة مسبقة عن خصمه الغابوني مما جعله يرتبك تكتيكيا على أرضية الملعب وبعد ذلك في الندوة الصحفية التي بدا فيها أكثر من محرج، خاصة وأنه خلال ندوة المعمورة قبل موعد المقابلة بأيام صرح أنه يعلم بأن 36 مليون من المغاربة ينتظرون فريقهم الوطني وعروضه. فهل هذا هو المنتخب الذي انتظره المغاربة؟ والذي عوض أن يفرحهم ويسعدهم أصابهم بالنكد والخيبة؟ سؤال موجه بالكلام العريض للسيد روجي لومير وللجامعة التي اختارته وتصرف له الملايين والامكانات بسخاء حاتمي.