محمد بلفتوح وصل المنتخب الغابوني إلى الدارالبيضاء يوم الخميس قادماً من ليبروفيل عبر باريس حيث عسكر بفرنسا منذ يوم الإثنين الماضي لإتمام استعداداته قبل حلوله بالمغرب. كان الحارس كريم زازا آخر من إلتحق بتجمع فريقنا الوطني وكان وصوله إلى المغرب يوم الثلاثاء الماضي ليتوجه مباشرة إلى المعمورة حيث يوجد المنتخب. أدى لاعبو المنتخب الوطني المغربي صلاة الجمعة بعد قدومهم للبيضاء يوم الخميس بمسجد الحسن الثاني، كما لوحظ وجود بعض اللاعبين الغابونيين يؤدون الصلاة هم أيضا. أثناء أداء الصلاة بالمسجد لوحظ أن لاعبي المنتخب الوطني كانوا ضمن الصفوف الأولى للمصلين مما أثار إنتباه الجميع. في الفترة الزمنية الفاصلة بين 1977 (أول مواجهة بين المغرب والغابون) و2006 (آخر مواجهة) إلتقى المنتخبان 9 مرات 4 ودية و5 ضمن الإقصائيات الإفريقية وحصيلة منتخبنا هي 8 إنتصارات وهزيمة واحدة. عقد اجتماعان بولاية الدارالبيضاء تمت فيهما دراسة مختلف الجوانب المتعلقة بالمقابلة على مستوى التنظيم والأمن والوسائل اللوجستيكية الكفيلة بإنجاح اللقاء وإراحة الجمهور. نظراً لأهمية المقابلة فالاتحاد الدولي (فيفا) خصها بمراقبين حضروا اللقاء والأجواء التي دار فيها وإعداد تقرير في الموضوع. التذاكر التي خصصت لحضور المقابلة بلغ عددها 47 ألف تذكرة موزعة بين المنصة الشرفية والمغطاة والعمومية أما الدعوات الخاصة بالمنصة الرئيسية فوزع منها 500 دعوة. بعد نفاذ تذاكر الدخول من شبابيك المركب ونقط البيع لوحظ منذ الصباح دخولها السوق السوداء بزيادة تراوحت بين 20 و50 درهما في التذكرة الواحدة. المنتخب الغابوني تصفه صحافة بلاده بمنتخب الفهود، وللتذكير فالجامعة الغابونية تأسست سنة 1962 وانضمت إلى الفيفا سنة 1966 وترتيبه عالميا هو الرتبة 63. آخر مواجهة جمعت المنتخب المغربي بالغابوني كانت في شهر نونبر من سنة 2006 فاز فيها الأسود على الفهود بنتيجة (1/6). طيلة صباح الأحد وبالفندق الراقي الذي يقيم به لاعبو منتخبنا لوحظ تردد الكثير من المعجبين والمعجبات للإتصال باللاعبين وأخذ توقيعاتهم والصور معهم. بلغ عدد الصحفيين الغابونيين الذين رافقوا منتخبهم إلى الدارالبيضاء (7) بين واصفين ومحررين ومصورين في حين يسجل أن سفريات فريقنا الوطني خارج البلاد تكون بدون حضور صحفي. إلا من...!! وصول الحكام كان حوالي الساعة 6 و15 دقيقة في حين وصل المنتخبان المغربي في 6 و22 دقيقة والغابوني في 6 و25 دقيقة على متن حافلتين متشابهتين بلون أزرق تابعتين للنقل الخاص. في غياب أغاني حماسية خاصة بالمنتخب الوطني المغربي لوحظ أن الأغاني التي بتثها مكبرات الصوت بالمركب عبارة عن أغاني عاطفية لاصلة لها بالرياضة!! المقابلة تم نقلها تلفزيا على القنوات التالية الأولى، المغربية، الرياضية التلفزة الغابونية، آرتي، إلا من القناة الثانية «دوزيم». قدر عدد الصحفيين بين محررين وواصفين إذاعيين وتلفزيين وتقنيين ب 120 أما الكامرات التي قامت بالنقل التلفزي فعددها ناهز 20 كاميرا. مشجعو المنتخب الغابوني ناهزت أعدادهم المائة وقد خصص لهم مكان بالمنصة الجانبية المغطاة وتميز ظهورهم بارتداء أقمصة صفراء وكذا تشجيعاتهم التي لم تهدأ. سلوك غير مقبول ذلك الذي أقدمت عليه جماهير المركب بالصفير الحاد عند عزف النشيد الوطني الغابوني. قبل إنطلاق المقابلة وقف الجميع دقيقة صمت ترحما على روح زوجة الرئيس الغابوني عمر بانكو الذي توفيت في الأيام الأخيرة بالمغرب. سبق التسجيل من طرف المنتخب الغابوني ألهب حماس المشجعين الغابونيين بشكل كبير وزاد في استماثة اللاعبين داخل رقعة الملعب بعد أن منحهم الهدف الثقة أمام ما إتسمت به عروض لاعبينا الذين اختاروا «الزواق» عوض البناء للوصول إلى مرمى الحارس الغابوني. مراقب المقابلة الغيني «كماراكابيلى» حرص على التنظيم بجوانب رقعة الملعب بشكل دقيق لم تفلت معه لاكبيرة ولا صغيرة إلا وتدخل لضبطها وظل واقفا ومتحركا طيلة دقائق اللقاء. جمهور المركب بدأ بالتصفيق على لاعبي منتخب الغابون بعد الهدف الثاني مرددين «زيدوهم هادشي مايكفيهم» ناهيك عن الصفير الحاد على لاعبينا بعد نهاية الشوط الأول بنتيجة (2/0) والمناداة باسم المدرب الزاكي. عدد زوايا المغرب 12 مقابل 3 وعدد الأخطاء 29 ضد الغابون مقابل 7 ضد المغرب والشرود 5 للغابون و2 للمغرب. أشار أحد الظرفاء على الصحفيين وهم يغادرون المنصة أن يضعوا عنوانا لهذه المهزلة يقول «هزيمة المنتخب المغربي للمحترفين».