سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
انطونيو غوتيريس يطلب من مدريد التدخل ويستعمل عبارات مسيئة في حق المغرب نائب برلماني من الحزب الشعبي الإسباني يجعل من قضية الصحافي الإسباني موضوع ابتزاز سياسي
عاد الحزب الشعبي مرة أخرى على لسان نائبه عن مدينة مليلية المحتلة في الكورتيس الإسباني انطونيو غوتيريس للتدخل في الشؤون الداخلية للمغرب ومحاولة جعل العلاقات بين البلدين موضوع مزايدات انتخابية وحزبية. وموضوع المزايدة هذه المرة هو المصور الصحافي الإسباني رافييل مرشانتي الذي لم تجدد وزارة الاتصال المغربية اعتماده لهذه السنة كمصور لوكالة رويترز. فقد طالب انطونيو غوتيريس من الحكومة الإسبانية اتخاذ ما يلزم «حتى لا يطرد الصحافي الاسباني من المغرب» حسب تعبيره ولم يكف البرلماني الاسباني هذا الطلب بل إنه ذهب الى التعليق على نشاط الصحافي الإسباني الذي نصب نفسه ناقداً على حد قول النائب للوضع الاجتماعي للمغرب. وذهب إلى وصف النظام المغربي السياسي بأنه نظام غير ديمقراطي "Totalitario" وطالب النائب الإسباني من الحكومة الإسبانية المركزية أيضا أن تتخذ الإجراءات لضمان سلامة المصور الصحافي لأن عدم تجديد اعتماده في رأيه يعني طرده، كما طالب معرفة ما قامت به السفارة الإسبانية في هذا الاتجاه. وإذا كانت الجهات المعنية في المغرب لم تجدد للمصور الإسباني اعتماده، فإن ذلك من صميم اختصاصها، كما أنه من صميم السيادة المغربية ودرء لكل تدخل في شؤونها الداخلية. وليس جديدا أن عددا كبيرا من الصحافيين وأعضاء الجمعيات الإسبانية لايلتزمون بحدودهم المهنية في إطار القانون بل إنهم ينصبون أنفسهم في الكثير من الأحيان أطرافا في شؤون لا تخصهم خاصة فيما يتعلق بالأوضاع بالمغرب، وكذا ما يخص الوحدة الترابية لبلادنا. والكثير منهم يأتون بنية مسبقة لممارسة أنشطة وتحركات الهدف منها الإساءة إلى المغرب ويريدون من خلال تلك التحركات إعطاء الدروس للمغرب والمغاربة. وفي هذا الإطار كان على النائب البرلماني أن يعرف أن هذه المسألة هي جزء يتعلق بتصرف بلد كامل السيادة، وهو وحده وفي إطار القوانين الدولية له الصلاحية في تحديد ما يلزم في مثل هذه النوازل، كما كان على النائب البرلماني وهو يتحدث في مؤسسة رسمية من حجم الكورتيس أن يضبط العبارات التي يطلقها في حق بلد جار، لا يمكن أن تكون سياسته الداخلية أو الخارجية موضوع مزايدة سياسية أو انتخابية للنائب المذكور أو غيره. كما أن عليه أن يعرف أن الوضع الاجتماعي والسياسي للمغرب هو شأن خاص يخص المغرب والمغاربة وهم لا ينتظرون من مصور صحافي أن يعطيهم الدروس في الدفاع عن شؤونهم وتحسين أوضاعهم. وكان حريا بالنائب البرلماني أن يعرف أن المغرب لا يمكن أن يخضع لهذا النوع من الابتزاز الذي يبتعد كل البعد عن الأخلاق السياسية ويجعل العلاقات بين البلدين ومصالحهما في مهب الريح وهي العلاقات التي يجب أن تكون بعيدة كل البعد عن مثل هذه الحسابات الشخصية التي يريد أشخاص بعينهم أن يقحموا أنفسهم فيها ضدا على الأعراف الدبلوماسية التي تحترم سيادة البلدان. وأخيرا ليس للمغرب والمغاربة الذين ضحوا من أجل جلاء الاستعمار ومن أجل الديمقراطية في بلادهم ومازالوا يناضلون من أجل استرجاع باقي الثغور المستعمرة أن يتعلموا من مصور صحافي أو من نائب لا يقدر مزالق قدميه ولا يضبط عبارات لسانه، وهي العبارات التي تستلزم المساءلة والجواب.