تتعدد القضايا التي ترتبط بشؤون الجالية المغربية المقيمة بالخارج سواء داخل الوطن أو خارجه، وهي قضايا تزداد بروزا واحتلالا لواجهة الشؤون العامة بتزايد موقع الجالية المغربية على عدة مناحي. وفي طلبعة هذه القضايا تدبير الشأن الديني والفعل والتفاعل السياسيان، وربط الصلات مع الوطن الأم الذي ارتأى الأوصياء على شؤون الجالية ألا يكون الانشغال مناسباتيا ينحصر في الزمان بين 15 يونيو و 15 شتنير من كل سنة كموعد للقاء الأحضان بين المغاربة خارج الوطن وإخوتهم في أرض الوطن. انشغالات أخرى انبرت لها هيئات حقوقية وجمعوية تهم الجنسية ومدونة الأسرة والتعليم والهجرة اللاقانونية. ونحن نحتفل مع إخواننا باليوم الوطني للمهاجر الذي يصادف العاشر من غشت من كل سنة، نطرق إحدى المبادرات التي صاغتها جمعية عبور للمغاربة المقيمين في الخارج والأعمال الاجتماعية، تجاوبا مع ما أعرب عنه أبناء الجالية المغربية المقيمة في الخارج. والمبادرة تأتي في شكل مشروع للتعليم الأولي لأبناء المغاربة المقيمين في الخارج بالدول المضيفة عبر إحداث أقسام للتعليم الأولي (Préscolair) تفعيلا للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وترى لطيفة خياص رئيسة جمعية عبور في هذا المشروع بعدا إداريا واجتماعيا وخطة تطوعية تربوية منسجمة. وإذا كان الجيل الأول من المهاجرين المغاربة يرتبط ارتباطا وطيدا بالبلد الأم لعدة اعتبارات، فإن الأجيال اللاحقة وسبب المتغيرات الاقتصادية والاجتماعية بالمغرب وببلدان الاستقبال أصبح ارتباطها بالبلد الأم متذبذبا، على مستوى العقيدة واللغة، ومن ثم ارتأت الجمعية النهوض بالتعليم الأولى كحلقة وصل أساسية مع أبناء الجالية المغربية بالخارج لتعليم اللغة العربية والثقافة المغربية على أسس متينة وفق الشريعة الإسلامية واحترام الثوابت المغربية، يستفيد منها الأطفال بين أربع وست سنوات قصد إكسابهم تكوينا يبرز فوائد التضامن والتعاون والانسجام مع الوسط والحفاظ على الهوية المغربية والثقافة الأصيلة التي تتفاعل مع الثقافات الأخرى. وتحقيقا لهذا المبتغى تقترح الجمعية إحداث مناصب للشغل لحاملي الشهادات للانبراء لمهمة التأطير التربوي واعتماد كتب ومراجع مدرسية ووسائل تعليمية بيداغوجية خاصة بالتعليم ما قبل المدرسي بشراكة مع القطاعات الحكومية المعنية وإنجاز بحوث وتحقيقات خاصة بالتعليم ما قبل المدرسي، لبلورة أنشطة وطنية ودينية على مدار السنة لتعليم الأطفال حب الوطن وإغناء رصيدهم الثقافي والتربوي عبر أنشطة سينمائية ومسرحية.ويضم المشروع كذلك قائمة بمصادر التمويل المادية والمعنوية والأهداف ونقط أخرى حول دواعي المشروع في سبيل مساعدة الآباء على تجاوز هاجس تذبذب الارتباط مع الثقافة الأصيلة والهوية المغربية والتي يعبرون عنه في كل مناسبة.