مازالت مقاطعة سيدي مومن ، التي تعد من أكبر المقاطعات ذات الكثافة السكانية ، بالدارالبيضاء ، يوجد بها مشكل السكن العشوائي غير اللائق ، الذي هو من أكبر المشاكل مقارنة بمناطق أخرى بالعاصمة الاقتصادية ، فالمقاطعة تحمل إسم حي سيدي مومن القديم ، الذي هو أقدم حي بالمنطقة ، يتميز بكونه حي شبه صفيحي في أصله ، لأن هناك ملاكون يملكون العديد من البقع الأرضية المسجلة والمحفظة ، وهنالك من يملك على الشياع ضمن أراضي السكن الصفيحي ، وهناك من يحتل الملك العمومي ، وهناك المكترون ، فمشكل الملكية على الشياع يظل من أكبر المشاكل ، المطروحة ، في الوقت الذي لم يتم فيه بدل المجهودات اللازمة من طرف الجهات المعنية من أجل حل المشكل . أما دور الصفيح ، فباستثناء المجهودات المبدولة سابقا ، لإعادة إسكان قاطني دور الصفيح ، مثل دواوير السكويلة ؛ طوما ؛ زرابا ..إلخ ، ، فمازال الأمر يتطلب مجهودات كبيرة ، لأنه مازالت هناك العديد من الدواوير لم تستفد بعد من عملية إعادة الإسكان ، وعلى سبيل المثال لا الحصر ، دوار الرحامنة الذي يعتبر من أقدم الدواوير بمنطقة سيدي مومن ، دوار اعريب ، دوار بيجو ، دوار دراعو…إلخ ، فالناس مازالو ينتظرون ، كما أن انتشار آفة الرشوة جعلت العديد من سكان الأحياء الصفيحية الضعفاء والمعدمون على الهامش . كما أنه يوجد نقص كبير على مستوى البنية التحتية الطرقية ، فحي سيدي مومن القديم الذي هو من أكبر الأحياء بالمقاطعة ، لازالت جل الأزقة به عبارة عن طرق من تراب غير معبدة يصعب ولوجها خلال فصل الشتاء ، كما أنه هناك مشاكل كبيرة ناجمة عن غياب ربط الدوواوير بشبكة قنوات الصرف الصحي ، ماعدا بعض المجهودات التي قام بها السكان أنفسهم ، وهو ما يجعل الروائح الكريهة ، منتشرة بقوة، ونظرا لتشعب أزقة وشوارع سيدي مومن ، وشساعة المنطقة التي تبلغ مساحتها 47 كلم مربع ، فمازال قطاع النظافة يشكل مشكلا حقيقيا.. فالمقاطعات المحيطة بسيدي مومن ، تتوفر جميعها على مستشفيات متعدد الاختصاصات ، في حين أن سكان جماعة سيدي مومن يضطرون إلى اللجوء إلى المستشفيات البعيدة عن المقاطعة ، علما بأن مقاطعة سيدي مومن تظل في حاجة إلى ثلاث مستشفيات متعددة الاختصاصات ، إذا تم اعتماد مقياس الكثافة السكانية . أما على مستوى التشغيل ، فمقاطعة سيدي مومن بحكم كثافتها السكانية ، توجد بها نسبة مرتفعة من البطالة والجريمة ، في غياب وجود أية منطقة صناعية لامتصاص تلك النسبة المرتفعة من البطالة ، مع العلم بأن الجماعات المجاورة تتوفر على منطقة صناعية ، مثل بنمسيك سيدي عثمان ، عين السبع الحي المحمدي والبرنوصي . وبخصوص قطاع التعليم والتعليم العالي ، فهناك خصاص ملحوظ تعاني منه جماعة سيدي مومن ، فعلى سبيل المثال تتوفر بنمسيك وسيدي عثمان على كلية ، وعين الشق الحي الحسني يتوفران على بنيات جامعية ، ونفس الشيء ينطبق على عين السبع الحي المحمدي ، وبالنسبة للبرنوصي ، بحكم أنه قريب من المحمدية ، فطلبته يستفيدون من البنيات الجامعية بمدينة المحمدية . وعلى مستوى المرافق الاجتماعية والرياضة ، فهناك ملعب واحد فقط بحي طوما ، أما القاعات المغطاة التي تم انجازها في السنوات الأخيرة فهي غير كافية . ولا تتوفر مقاطعة سيدي مومن ، ولو على دار شباب واحدة ولا على مساحات خضراء كافية وروض الأطفال فالسكان الذين يبلغ عددهم 454 ألف نسمة ، لا يتوفرون على مسرح أو سينيما أو معهد موسيقي أو مسبح أو مركب ثقافي .. وعلى مستوى النقل ، مازالت بعض الاحياء مثل السلام 1 والسلام 2 والبركة والنعيم يعاني قاطنوها من مشكل النقل العويص ، فجميع العاملين والمستخدمين ينتقلون إلى المناطق الصناعية المجاورة بصعوبة كبيرة ، وذلك على الرغم من وجود محطة الطرامواي بتراب مقاطعة سيدي مومن. فسكان منطقة سيدي مومن ، في حقيقة الأمر ، يعانون من ظروف عيش سيئة وصعبة على جميع المستويات رغم وجودها ضمن المدار الحضري . ويذكر ، أن مقاطعة سيدي مومن ، يقطن بها أكثر من حوالي 454 ألف نسمة حسب الإحصاء الأخير لسنة 2015 ، و تحتل المرتبة الثانية بعد مقاطعة الحي الحسني من حيث عدد السكان ، تعيش على وقع التخلف مقارنة بمناطق أخرى بالدارالبيضاء .