واهم من يتصور أن خطوات استعراض العضلات و إبراز القوة ,التي تنتهجها قيادة الرابوني منذ أشهر و خاصة منذ تنصيب زعيمها الجديد صنيعة المخابرات العسكرية الجزائرية و تلميذها المدلل , تستهدف تخويف المملكة و التعامل معها بمنطق الند للند . الكل يدرك أن الوضع الميداني بالحدود الجنوبية للمملكة يتجاوز الاساطير و الأكاذيب التي تنفثها جبهة الرابوني . فالسلطات المغربية هي من يسيطر و يراقب و يتحكم في معبر الكركرات الحدودي و ميليشيات البوليساريو التي تدعي أنها وصلت الى المحيط الاطلسي و تقيم مركز مراقبة بمنطقة قندهار و هي المنطقة العازلة جنوب مركز الكركرات الرسمي تكتفي من خلال بضعة أشخاص بمراقبة الوضع بالمراقب اليدوية خلف فرقة المينورسو التي تسهر قصد المستطاع منع أي احتكاك بين القوات المغربية و العناصر الانفصالية الذين تفصل بينهما قرابة مسافة 200 متر . جبهة الرابوني تدرك أن أي احتكاك مسلح من عناصر الجيش الملكي سيشكل ضربة قاضية لها و لن ينتهي الى مجرد مناوشات محدودة حيث بإمكان عناصر الجيش المغربي المدربة على حروب الصحراء ملاحقة ميليشيات البوليساريو الى عقر مخيمات الرابوني و اجتثاثها في ظرف أيام فقط … ابراهيم غالي يدرك كافة هذه الحقائق و مقتنع بأنه لن يستطيع مواجهة المملكة عسكريا فماذا يقصد بمناوراته المتكررة و عنترياته غير الطبيعية و غير المتماهية مع الحجم الحقيقي لحركته المشكلة من مرتزقة أغلبهم لم يسبق له أن حمل السلاح في معركة . …خطة الجزائر من وراء دفع البوليساريو الى أقصى درجات الاستفزاز بالمملكة و التحرش بها بمختلف الوسائل الواقعية و الكاذبة و حتى المصطنعة يشي بخطة مناورة و فخ يتم نصبه بتدرج و استدراج الرباط الى دائرته بكافة الوسائل و السبل . الجزائر مقتنعة بأن طموح المملكة المشروع و شهيتها الدبلوماسية المفتوحة على الآخر لن تقف عند مجرد استرجاع مقعد الاتحاد الافريقي الشاغر أو كسب معركة بردهات مجلس الامن أو بجلسات المحكمة الأوربية ببروكسيل … … قصر المرادية يتعمد دفع المغرب الى جبهات صراع متعددة لاستنزاف امكانياته و جهوده و تمكين المشروع الانفصالي من جرعات دبلوماسية أو إعلامية منشطة حتى لو كانت ظرفية أو موسمية . الجزائر هي من تدفع الرباط الى مواجهة نواكشوط و هي من يحرك و يمول اللوبي الانفصالي بالبرلمان الاوربي … و هي نفسها من يلعب على التناقضات و المصالح لتلغم علاقات المملكة بمصر و اثيوبيا و تونس و ليبيا و نيجيريا . قصر المرادية مقتنع بأن المملكة حينما تمكنت من حسم العديد من الملفات السياسية الداخلية و الخارجية تفرغت بشكل غير مسبوق لمسلسل التنمية و البناء الدولي و تمكنت في أقل من عقدين من شق طريق الاصلاح الاقتصادي و السياسي حتى أصبحت مؤسسات مغربية علامة اقتصادية مشهورة بالقارة الافريقية و بخارجها . جنرالات الجزائر الناقمون على الارث التاريخي للمملكة يسعون بكافة الوسائل المشروعة منها و القذرة الى تنفيذ مرحلة حرب استنزاف جديدة ضد المملكة لتشتيت جهودها و طيلة أربعين سنة من خلق الجزائر للكيان الوهمي بصحراء لحمادة ضواحي تندوف لم تتجرأ مرة واحدة على الدفع بمسلحي البوليساريو في مهمة واحدة لاستفزاز القوات المسلحة الملكية لأنها تدرك مسبقا النتيجة المحسومة و تسترجع شريط ذكريات واقعة أمغالا و غيرها … الجزائر تحرك بيادق المشروع الانفصالي على رقعة الاستفزاز الضيقة فقط لتدفع المملكة للرد و لو المعزول و بذلك تستفيد من وضع تدويل احداث معزولة لإدخال الاممالمتحدة و الاتحاد الافريقي و غيرها في منظومة الحلول السلمية المطلوبة للحالات الاستعجالية و بذلك تستفيد من تأخير أجال الاندماج القاري للمملكة لتحتكر لوحدها هوامش الفعل الدبلوماسي الدولي المتاحة أو المحتملة . جارتنا الشرقية لا تهاب دبلوماسيتنا و لا حتى جيشنا …أفظع ما يؤرق نومها و أخطر ما يشوش راحتها أن تتحول المملكة الى النمر الاقتصادي القاري الذي سيحقق بالصفقات و المشاريع ما لم يتحقق بالسياسة و المناورات الدبلوماسية . الجزائر ترفض بمنطق الاشياء أن تستمر بلادنا في مسار مسترسل من البناء و التنمية و و تعضيد الجبهة الداخلية و القضاء على الفوارق الاقتصادية و الاجتماعية بين أجزاء التراب الوطني الواحد . ذلك ما يخشاه حكام الجزائر و يحسبون له ألف حساب و يخططون ليل نهار لعدم بلوغه و لتحضير ما يكفي من الفخاخ و المناورات وزرعها في طريق المملكة . ما يجري حاليا بالكركرات و اديس أبيبا و بروكسيل و حتى بنيويورك مجرد تمظهرات جديدة لحرب الاستنزاف الطويلة التي تخوضها جارتنا الشرقية ضدنا .. اللبيب من يتلقف الاشارة و يتفادى ليس الاشواك فقط بل حتى الفخاخ المزروعة………….