وجدة: م.ح. الزروقي لم تكن الدورة 23 من منافسات بطولة المجموعة الوطنية الأولى للنخبة رحيمة بفريق مولودية وجدة إذ فرضت عليه البرمجة مواجهة متزعم الترتيب الكروي فريق الرجاء البيضاوي في مقابلة صنفت كقمة للمتناقضات كون الفريقين المتباريين يتقاطع طموحهما زعامة بالنسبة للشياطين الخضر وانحدارا نحو الأسفل بالنسبة لفرسان الشرق، مقابلة من هذا الحجم وفي ضوء هذا المعطى سبقتها تكهنات وقراءات صبت أغلبها في خانة الرجاويين الذين لم ينهزموا إلا في مقابلتين اثنتين فيما تجرع أهل وجدة مرارة 13 هزيمة كاملة في 22 مباراة، ومع ذلك فقد افلحوا غير ما مرة وفي مواسم خلت في اسقطا( الرؤوس) الكبيرة كرويا بل وبعثروا أوراقها وأربكوا حساباتها ، فريق الرجاء البيضاوي حل بمدينة وجدة يومين قبل موعد اللقاء ومعه جمهوره العاشق له بأعداد كبيرة مراهنا على عدم إهدار فرصة سانحة كهاته ولو في قلب حاضرة الولي الصالح( سيدي يحي بنيونس) لمواصلة رحلة قيادة قافلة البطولة بكل هدوء واطمئنان إلى جانب رغبته الكبيرة في تعميق فارق النقط بينه وبين أقرب مطارديه، مقابل ذلك كان كل هم الوجديين - وقد رصد لهم المكتب المسير منحة مغرية في حالة الفوز حددتها بعض المصادر في 1 مليون سنتيم لكل لاعب- الإطاحة بفريق الرجاء للتأكيد على أن فارس الشرق لا يستحق الرتبة التي يكتوي بنارها الحارقة والتي تزامنت دورتها هاته والذكرى ال 63 لتأسيس فريق مولودية وجدة والتي نشطت فقراتها جمعية فضاء المولودية ثقافة ورياضة. كان لابد من الاستهلال بهاته التوطئة لمعرفة الأجواء التي سبقت مقابلة قمة المتناقضات والتي أدار أطوارها الحكم هشام التيازي القادم من مدينة مراكش، وخلالها أبدى الفريق المضيف رغبة كبيرة في الوصول إلى شباك الحارس يونس عتبة منذ أولى دقائق المباراة بواسطة لاعبيه بادرا ضيوف وخالد لبهيج إلا أن تماسك دفاع الضيوف تحت قيادة عميده عبد اللطيف جريندو حال دون ذلك في وقت اتسم فيه أداء الفريقين معا خلال هذه الجولة بالحيطة والحذر مع الاعتماد على الهجومات المرتدة الخاطفة والتي كادت إحداها أن تؤتي أكلها في الدقيقة 16، فريق مولودية وجدة ناور كثيرا بحثا عن هدف من شانه أن يبعثر أوراق الزوار إلا أن عدم التركيز أحبط هذه المحاولات ، الجولة الثانية كانت أكثر حركية وعطاء من سابقتها إذ بادر فريق مولودية وجدة بالضغط على مرمى الحارس الرجاوي أملا في تدارك ما فات في الجولة الأولى حيث نقط المباراة كاملة هي السبيل نحو تسلق مراتب مطمئنة في انتظار ما يستقبل من مباريات ستكون دون شك حاسمة ومحددة لمصير فارس الشرق في موسم مرعب ومخيف أقلق جماهير مدينة وجدة، هذا وعلى الرغم التغييرات التي أحدثها المدربان معا عزيز كركاس وخوسي روماو في محاولة منهما فك عقدة هجوميهما وهو ما أتاح بعض الفرص التي لم تستغل بالشكل الجيد لتنتهي المباراة التي أكملها فريق الرجاء بعشرة لاعبين بعد طرد نبيل مسلوب بالتعادل السلبي (0/0) وهو خامس تعادل للوجديين، والمفارقة العجيبة أن فريق مولودية وجدة جمع حتى هذه الدورة 20 نقطة ( 5 انتصارات و5 تعادلات و13 هزيمة) وهي نفس النتيجة التي حققها حتى الدورة 23 من بطولة الموسم الفارط بنفس الأرقام، حالة تغني عن مزيد من التعليق، وإذا كان المدرب عزيز كركاش قد أبدى ارتياحه لعطاءات لاعبيه واستماتتهم في هذا اللقاء معتبرا انتزاع نقطة واحدة من أمام الرجاء فوزا معنويا ستنعكس آثاره بشكل ايجابي خلال اللقاءات القادمة فان المدرب خوسي روماو على العكس من ذلك عاب عل لاعبيه عدم انضباطهم للخطة التي أعطيت لهم لتصريف شوطي المباراة بالصورة التي تضمن بسط سيطرتهم على مجريات اللعب وبذلك أهدروا فرصة كانت في متناولهم لكسب رهان هذا اللقاء والذي يعتبر درسا على اللاعبين أن يستوعبوا خلاصاته ونتائجه خلال المقابلات القادمة.