قالت هيئة صحية بريطانية إن أكثر من ستين دواء مضادا للسعال ونزلة البرد بعضها موجه للأطفال، ستصبح مرفقة ببند يحذر من تقديمها للأطفال الذين تقل أعمارهم عن ست سنوات، وسط مخاوف من أن عددا من تلك العقاقير ليست ذات فاعلية. وفي خطوة غير مسبوقة، قالت وكالة تنظيم الرعاية الصحية والأدوية إن مراجعة 69 دواء للسعال ونزلة البرد، يمكن شراؤها دون الحاجة لوصفة طبية، أثبتت أنه ليس هناك دليل على فعاليتها وأنه قد تكون لها آثار جانبية من قبيل الحساسية والنوم والهلوسات. وأشارت الوكالة إلى أنها ستوصي بأن مخاطر تلك الأدوية تفوق منافعها حيث إن عددا من الأطفال هلكوا بسبب جرعات زائدة من بعض تلك الأدوية، بينما اشتكى آخرون من هلوسات وأعراض جانبية أخرى جراء تناولها. كما تركز على التحذير من أن 15 مكونا توجد بأدوية السعال ونزلة البرد. وظل بعض تلك المكونات مثل الإفيدرين والتريبروليدين والكلورفينامين مستعملا على مدى سنوات من قبل شركات تصنيع العقاقير. وقد تم سحب خمسة أدوية للأطفال الذين تقل أعمارهم عن عامين، وسط مخاوف متزايدة بشأن أدوية الزكام المخصصة للأطفال عندما يخطئ الآباء حجم الجرعات أو المواءمة بين أدورية لها مكونات متشابهة. وبحلول مارس من العام المقبل، فإن كل أدوية السعال ونزلة البرد التي يمكن اقتناؤها دون الحاجة لوصفة طبية، ستصبح مرفقة بتحذيرات بشأن آثارها الجانبية. وقبل ذلك الأجل ستكون هناك إرشادات مكتوبة وموضحة على الرفوف الخاصة بتلك الأدوية، تنصح بعدم تقديم تلك الأدوية لمن تقل أعمارهم عن ست سنوات، وأنه لا تقدم للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين ست و12 عاما إلا بعد استشارة طبية. وتشير التقارير التي تسلمتها وكالة تنظيم الرعاية الصحية إلى أن هناك حالات بأن أشخاصا من جميع الفئات العمرية توفوا جراء تناول بعض تلك الأدوية، بينما ظهرت على نحو ثلاثة آلاف شخص أعراض الآثار الجانبية. وبدل تلك الأدوية فإنه يجدر بالآباء أن يقدموا لأبنائهم أدوية تخفف الحرارة من قبيل باراسيتامول، وباستعمال شراب بسيط ضد السعال يحتوي على الغليسيرول والعسل أو الليمون.