وتميز برنامج اليوم من أشغال المؤتمر السادس لمنظمة الكشاف المغربي بالمصادقة على التقريرين الأدبي والمالي اللذين استعرضا أهم الأنشطة والبرامج التي تم القيام بهما، تلتهما مناقشة بناءة وشاملة من قبل المؤتمرين. في بداية تقديم التقرير الأدبي تمنى الأخ القائد محمد أفيلال أن يسفر المؤتمر عن قرارات ونتائج ايجابية تعزز الجوانب الأدبية والتنظيمية والاشعاعية لعمل المنظمة، اعتمادا على مجهودات وتحليلات المؤتمرين لوضعية المنظمة ومسيرتها المظفرة، والاقتراحات القمينة بزرع شحنة جديدة في نفوس وعزائم الأطر الميدانية المركزية منها والجهوية ، ومشيرا الى أن انعقاد المؤتمر جاء بعدما حرصت اللجان التحضيرية على أن تكون الوثائق التي ستعرض في مستوى ما يطمح اليه الجميع من اصلاحات ضرورية تتعلق خصوصا بالقانونين الأساسي والداخلي وباستراتيجية الأعمال المستقبلية، تؤمن للمنظمة المزيد من الانجازات الكشفية والتربوية والاجتماعية وتوقف القائد في قراءته للتقرير عندالوضعية العامة لمنظمة وعن أهم انجازاتها في الفترة مابين المؤتمرين السابق والحالي، مشيرا في هذا السياق الى أن المنظمة تفتخر بما حققه من إنجازات هامة في عدة ميادين، فعلى صعيد الجامعة الوطنية للكشفية المغربية حققت المنظمة ما لم يحققه غيرها من قبل وذلك حينما تحملت المنظمة مسؤولية الرئاسة المنتدبة للجامعة ، وعملت على تكثيف التعاون مع الأمانة العامة للمنظمة الكشفية العربية، كما استضاف المغرب التجمع العربي للجولة بمركز معمورة وترأس استقبال كتيبة من كشافة فلسطين في مخيم محمد الدرة، ومؤتمر اتحاد رواد الكشافة العرب الذي حظي بالرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس، وترأس حفل اختتامه صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد رئيس الجامعة، وبمناسبة هذا المؤتمر تم توشيح القائد العام للمنظمة بقلادة الاتحاد، وفي نفس المدة، وقعت الجامعة بمدينة اشبيلية بإسبانيا اتفاق تبادل مع جامعة الكشافة الإسبانية، ونظم في هذا الإطار مخيم لكشافة البلدين برأس الماء بالأطلس المتوسط، وأضاف أنه بالرغم من محاولات بعض الجهات لعرقلة هذه الأنشطة فإنها مرت كلها في أحسن الظروف، وطال إشعاعها عددا مهما من المدن المغربية التي استقبلتها بحفاوة كبيرة. وبالنسبة لأنشطة الجامعة داخل المغرب فلقد ساهم كشافة الجامعة في حملة «قولوا نعم لحقوق الطفل» بعد توقيع اتفاقية تعاون مع المرصد الوطني لحقوق الطفل، وفي حملة شواطئ نظيفة التي أحرزت الجامعة من خلالها درع الأميرة للا حسناء، ونظمت بفاس ندوة جامعية حول تأهيل الأطر. ومن المنجزات أيضا تحقيق تمثيلية في اللجان الفرعية التقنية لمنظمة الكشفية العربية لم يسبق لها نظير من حيث العدد وذلك بتسعة (9) أعضاء، بفضل تواجد القائد العام للمنظمة على رأس اللجنة الكشفية العربية. وعلى الصعيد العربي توقف التقرير عند انتخاب القائد العام للمنظمة بإجماع المؤتمر الكشفي العربي رئيسا للجنة الكشفية العربية، وهو اول مغربي في تاريخ هذه المنظمة الذي يصل الى هذا المستوى، استطاع بحسن تدبيره لشؤون المنظمة الكشفية العربية وبحكمته وحنكته تفادي حدوث تصدعات كادت تأتي على وحدة الصف العربي، واعترافا بما اسدى من معروف للحركة الكشفية العربية تم انتخابه بالاجماع رئيسا للمؤتمر الكشفي العربي المنعقد مؤخرا بالقاهرة. وكانت هذه ايضا المرة الأولى التي يترأس فيها قائد مغربي مؤتمرا كشفيا عربيا، عالمي وذلك اعترافا بما قام به من جليل الاعمال لصالح المنظمتين العربية والعالمية، وعلى الصعيد الداخلي للمنظمة فقد تم تنظيم عدد من اللقاءات والأنشطة الهامة نذكر منها مثلا اللقاء السنوي للماهد الأكبر والمخيمات الصيفية، والندوة الوطنية حول مدونة الأسرة التي تم تنظيمها مركزيا وجهويا، والمخيم الكشفي الوطني الذي ترأس افتتاحه الاستاذ عباس الفاسي الامين العام لحزب الاستقلال، وكذلك اللقاء المغربي البلجيكي الفرنسي المنظم سنويا بمساعدة عدد من الأطر المركزية والجهوية الكفأة، كما نظمت ورشات في ميدان الانشطة الاجتماعية ، علاوة على ندوة ادماج المعاقين في الحركة الكشفية. يضاف الى ذلك المخيمات الخاصة بالشباب ذوي الاحتياجات الخاصة المقامة بالمعمورة خلال لقاء الماهد الاكبر لسنة 2008 وتنظيم دراسة تأهيل قادة التدريب. ونوه التقرير بالمجهودات الكبيرة التي بذلها طيلة السنة أعضاء القيادة العامة الحاضرون في كل الاجتماعات والمخططون والساهرون على التنفيذ والذين لايبخلون بالنقد وابداء الرأي وتقديم الاقتراحات الوجيهة لتحسين مسيرة المنظمة. وتطرق القائد ج/ بليغة في التقرير المالي إلى مجموع أوجه صرف ميزانية المنظمة ومواردها المالية مع مقارنة بقائمة الصرف ما قبل المؤتمر الخامس، حيث نوه بالمجهودات والدعم الذي يوليه الحزب للمنظمة على المستوى المالي والمتمثل في مساهمته وتشجيعه للمنظمة على اقتناء قطعة أرضية، وإنجاز مجموعة من البرامج الكبرى. كما استعرض القائد أمين المال المنظمة كيفية الصرف التي تعتمد على الانفتاح والشفافية ونظام محاسبة مدقق كفيل بجعل التدبير المالي مبني على المسؤولية. بعد ذلك استمع المؤتمرون إلى عروض تهم مفوضية تنمية المراحل ومفوضية المخيمات ومفوضية خدمة تنمية المجتمع، وهي عروض أوضحت الخطوط العريضة لحمل هياكل المنظمة سواء على مستوى تنمية القيادات والمناهج وكذا توسيع قاعدة المستفيدين من المخيمات الصيفية والانفتاح على مخيمات خاصة بالمراحل الخاصة والتي توجت بمخيم للمعاقين وندوة في نفس الإطار وعقد اتفاقات شراكة. وبغية الإطلالة أكثر على ما ورد في هذه التقارير ثم فتح نقاش موسع بين المؤتمرين يهم المنجزات والآفاق المستقبلية والاقتراحات الكفيلة بالرفع من مستوى أشغال المنظمة والمحافظة على ريادتها، من قبيل مسألة تدبير المخيمات والتدابير والتسيير على مستوى الجهة والمندوبيات والتواصل بين أجهزة المنظمة مع تحسين أداء المفوضيات الجهوية وإنجاز البرامج الإشعاعية والرفع من جودة الخدمات داخل المخيمات الصيفية والربيعية خاصة المركز الوطني عبد الكريم الفلوس، كما أشار المتدخلون إلى أسباب عدم تفعيل مقررات المؤتمر الخامس وخلق تمييز لدى أبناء المنظمة على مستوى وحدة الزي وبطاقة الانخراط والتوفر على مكتبة هي مرجعية للتربية الكشفية. بعد ذلك أبرز الأخ القائد العام للمنظمة الحاج محمد أفيلال أهمية المداخلات ومدى قيمتها ومساهمتها في إثراء النقاش حيث ركز رده على الجانبالمالي الذي يظل هامشه محدودا أمام الإكراهات التي تواجه المنظمة من قبيل قلة الموارد المالية، وهو موضوع كان في صلب الحديث مع وزيرة الشباب والرياضة ومفاده ضرورة توزيع المنح وفق المردودية والانتشار والتواجد الميداني. وفي توضيح لمسألة التدبير المحلي للفروع أكد القائد العام على دور القيادة الجهوية والمناديب في تفعيل الأداء وإيجاد الحلول للمشاكل العالقة وكذا تسطير برامج إشعاعية على مستوى الأقاليم والجهات، باعتبار الجهة قاطرة مهمة للدفع بأهداف المنظمة وتقوية استراتيجيتها لتواكب إيقاع الأشغال مركزيا.