$ العلم: وكالات يندرج إعلان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الاثنين في إطار أن بلاده تنوي تنظيم استفتاء حول الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، ضمن سلسلة المواقف الشعبوية التي اتّخذها في ملفات خارجية عديدة للتغطية على الجدل الداخلي المتعلّق بتقييد الحريات وتضييق قبضة حكمه على البلاد. وهدد أردوغان بتنظيم هذا الاستفتاء إذا لم تتخذ بروكسل قرارا قبل "نهاية السنة" حول مواصلة المفاوضات المتوقفة. ووصفت أوساط تركية إعلامية خطاب الرئيس التركي بالعدائية الشديدة لأوروبا. وقال "فلنصبر حتى نهاية السنة. ثم، فلنتوجه إلى شعبنا"، متسائلا في الخطاب الذي ألقاه في أنقرة "ألا يعود القرار النهائي إلى الأمة؟". ويعتقد دبلوماسيون أوروبيون في أنقرة أن تصريحات أردوغان تخلط ما بين التوتر الراهن في العلاقات مع الاتحاد الأوروبي وتركيا من جهة والأجواء الغامضة الداخلية الناتجة عن عمليات التطهير الواسعة والتي نفذت منذ الصيف الماضي، وأثارت انتقادات الشركاء الغربيين لتركيا من جهة ثانية. وقفة احتجاجية بتركيا ضد تكميم الأفواه واعتبرت أوساط سياسية تركية أن أردوغان يخاطر بلعب ورقة الاستفتاء، لأن الأمر لن يؤثر على موقف الأوروبيين الذين تجاهر بعض دولهم برفض انضمام تركيا، بما يعني أن عدم موافقة الأتراك على الانضمام إلى الاتحاد سيرفع الحرج عن الأوروبيين، فيما أن دعم الأتراك للانضمام سيحرج أردوغان نفسه الذي يواجهه الاتحاد بالمماطلة والعراقيل. وندد الرئيس التركي باقتراح رئيس البرلمان الأوروبي مارتين شولتز حول إمكانية أن يفرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على تركيا، كما انتقد الدول الأوروبية التي تسمح، على حد قوله، لحزب العمال الكردستاني بالعمل من أراضيها. ووجه أردوغان كلامه إلى شولتز بالقول "انظر إلي أيها الوقح! من أنت؟ أنت لا شيء سوى رئيس برلمان هناك. من أنت؟ منذ متى لديك السلطة لتقرر باسم تركيا؟". ولم تستبعد أوساط أوروبية أن تكون مناورة أردوغان الجديدة، إضافة إلى مغازيها الداخلية، تستهدف إعادة تموضع جديدة وفق تفاهم مأمول يجمعه والرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب وفق قواسم مشتركة للتعامل مع دول الاتحاد الأوروبي.