اهتمت الصحف الصادرة اليوم الخميس في منطقة شرق أوربا بالخصوص بفوز مرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب في الانتخابات الأمريكية التي جرت يوم الثلاثاء. ففي اليونان ذكرت (كاثيمينيري) أن أثينا تقلل من التخمينات من كون انتخاب دونالد ترامب سيؤثر على السياسة الخارجية لواشنطن ما قد يدفعها لتعديل مواقفها السابقة المؤيدة لتخفيف مديونية اليونان وهو المطلب الذي دعت إدارة أوباما الاتحاد الاوربي وصندوق النقد الدولي الى بحثه بكل جدية لتصبح مديونية أثينا التي تفوق 320 مليار أورو مستدامة وقابلة للسداد. ونقلت الصحيفة عن مصدر حكومي قوله إن مكانة اليونان بالنسبة للسياسة الامريكية في المنطقة لن تتغير، مضيفا أن نتيجة الانتخابات الأمريكية لن تؤثر على زيارة الرئيس الامريكي الخارج باراك أوباما لاثينا منتصف نوفمبر الجاري. غير أن صحفا يمينية من قبيل (بروتوثيما) ذكرت أن إدارة رئيس الوزراء اليساري اليكسيس تسيبراس صدمت بنتيجة الاقتراع الامريكية لانها استثمرت كثيرا في تحسين علاقتها بالادارة الديمقراطية ودعم ترشيح هيلاري كلينتون خصوصا نظرا للدعم الذي قدمته لليونان في مسألة مطالبة المانحين بتخفيف مديونية البلاد الثقيلة. وأضافت الصحيفة أن إدارة تسيبراس فشلت في فتح أي قنوات اتصال مع حملة ترامب الانتخابية، كما أن الجالية اليونانية الكبيرة في الولاياتالمتحدة كانت تدعم كلينتون، وقالت إن استراتيجية الحكومة لتقديم كامل الدعم لكلينتون تركها الآن معلقة. وأوضحت الصحيفة أنه بعد زيارة أوباما المتوقعة قريبا لاثينا سيكون على الحكومة اليونانية البحث عن وسائل للتقرب من إدارة محافظة وانعزالية ستأخذ مكانها في البيت الابيض برئاسة ترامب، وتوقعت الصحيفة أن يكون للرئيس الامريكي الجديد مواقف مختلفة من سلفه فيما يخص ملف مديونية اليونان . وفي بولونيا كتبت كل من (غازيتا براونا) و(ريسبوبليكا) و(بولسكا) أن الامريكيين اسيقظوا على رئيس جديد محافظ جاء فوزه بمثابة قنبلة سواء داخل امريكا او عبر العالم. وكتبت (غازيتا ويبروفسكا) أن فوز ترامب حدث سيء للغرب لان كل القادة الغربيين أكدوا دعمهم لمرشحة الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون التي منيت بهزيمة قاسية، مضيفة أن ترامب سينهج سياسة انعزالية تركز على الأمور الداخلية وهو ما قد يعزز القوى المحافظة في أوربا بدء من الوزير الاول الهنغاري فيكتور أوربان . صحيفة (ريسبوبليكا) ذكرت أن العالم بأسره تابع باندهاش فوز ترامب والزلزال الذي أحدثه متوقعة مزيدا من صعود القوى الشعبوية عبر العالم. وأشارت الى العنف اللفظي في خطابه طيلة أيام الحملة والذي ساهم في إحداث شرخ في المجتمع الأمريكي. (بولسكا) من جهتها ذكرت أن الامريكيين الذين قضوا ثمان سنوات مع أوباما يدخلون في أجواء من الشك مع ترامب فوصول الاخير الى البيت الابيض يظهر أمريكا جديدة اختار أغلبية ناخبيها رئيسا جديدا ينعت من طرف خصومه بالكذب وكراهية الاجانب والسعي الى انعزالية الولاياتالمتحدة وايضا عدم الكفاءة. وفي تركيا دعت (ييني شفق) الاتحاد الأوربي الى اتخاذ قرار سريع ونهائي بشأن انضمام تركيا الى الاتحاد متأسفة لمقاربة "الاستشراق" التي يتعامل بها الغرب تجاه تركيا. واضافت نقلا عن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان انه بالنسبة للغالبية في الغالب فإن الشرقيين لم يتطوروا لكن مهما سعوا الى التطور فإنهم سيظلون دوما في نظر الغرب في الخلف. ونحن نعرف هذه المقاربة منذ أكثر من نصف قرن من مسار انضمامنا الى الاتحاد الاوربي. صحيفة (ديلي صباح) ذكرت ان اردوغان انتقد رغبة القادة الغربيين استقبال الارهابيين الفارين من العدالة ومنحهم اللجوء السياسي وقال " إننا ندعوهم إلى فتح أبوابهم أمام المظلومين في سوريا والضحايا في إفريقيا بدلا من استقبال الإرهابيين وداعميهم تحت صفة اللاجئ السياسي". وأضاف أردوغان "إن كانت إمكاناتكم واسعة بقدر احتضان الإرهابيين، لماذا تغلقون أبوابكم أمام اللاجئين، وتعاملونهم بممارسات غير إنسانية على حدودكم، إن كان لا بد من احتضان أحد فاحتضنوا ضحايا الإرهاب وليس الإرهابيين". وانتقدت الصحيفة كون الأوربيين يعترفون بحزب العمال الكردستاني كمنظمة ارهابية في الوقت نفسه يستقبلون قادته ويسمحون لهم بتنظيم معارض في أروقة البرلمان الاوربي واعتبرت أن ذلك غير مقبول . صحيفة (الحرية ديلي نيوز) ذكرت أن أنقرة منزعجة ورفضت خلاصات تقرير مراحل انضمام تركيا الى الاتحاد الاوربي وبالخصوص ما تضمنه من انتقادات لتركيا بخصوص التضييق على الحريات وقالت ان تركيا ستواصل حربها ضد الارهاب الى النهاية.