لم يخلق ماريانو راخوي زعيم الحزب الشعبي والرئيس الجديد للحكومة الاسبانية، الحدث فقط في عدد وزرائه الذين لم يتجاوز عددهم 13، من بينهم خمسة نساء، بل تعداه ليكون حدثا مغربيا بامتياز، حيث عين تطوانيا ناطقا رسميا باسم حكومته. ويتعلق الأمر ب "إينييغو منديث" المزداد بمدينة تطوان عام 1955. و الذي عقد أول ندوة صحفية له باعتباره الناطق الجديد باسم الحكومة، مباشرة بعد أداء القسم الدستوري صبيحة يوم الجمعة الماضية، رفقة أعضاء الحكومة الجديدة، بقصر "لا ثارثويلا" أمام العاهل الإسباني الملك فليبي السادس. وكان رئيس الوزراء الإسباني ماريانو راخوي قد أعلن الأسبوع الماضي عن تشكيلته الحكومية الجديدة التي ستقود البلاد لمدة أربع سنوات، وستضع حدا لفترة الجمود والانسداد السياسي بإسبانيا، و التي فاقت عشرة أشهر، حيث شهدت إجراء انتخابات برلمانية مرتين أخفق خلالهما الحزب الشعبي في الحصول على الأغلبية. وهكذا قام راخوي بتغيير 6 وزراء من أصل 13 وزيرا في التشكيلة الحكومية، كما قام بتعيين ألفونسو داستيس كويسيدو كوزير جديد للشؤون الخارجية خلفا لخوسيه مانويل غارسيا مارغالو. وحلت ماريا دولوريس دي كوسبيدال محل بيدرو مورينيس في منصب وزير الدفاع، وجاء خوان إغناسيو زويدو خلفا لخورخي فرنانديز دياز في منصب وزير الداخلية، في حين تم تعيين أنيجو دي لا سيرنا بدلا من آنا ماريا باستو، الرئيسة الحالية للبرلمان الإسباني، في منصب وزير الأشغال العامة. في الوقت نفسه، ما تزال سورايا ساينز دي سانتاماريا تشغل منصب نائبة رئيس الوزراء الإسباني وأيضا المسؤولة عن الإدارة العامة، ولكنها لن تكون المتحدثة باسم الحكومة، وهو منصب سوف يتولاه أنيجو مينديز، والذي سيشغل أيضا منصب وزير التربية والتعليم. وحسب تصريحات ماريانو راخوي، فإن الحكومة الجديدة التي حصلت على ثقة مائة وسبعين نائبا مقابل رفض مائة وإحدى عشر وامتناع ثمانية وستين نائبا اشتراكيا عن التصويت، ستعمل على تعزيز الانتعاش الاقتصادي، كما ستحاول إيجاد حل لمشكل إقليم كاتالونيا، الذي يطالب مجمل سكانه بالانفصال عن إسبانيا. ويذكر أنه قبل إعلان راخوي عن تشكيلة حكومته، شهدت العاصمة مدريد مساء يوم السبت الماضي مظاهرة حاشدة (شارك فيها نحو سبعة آلاف شخص) ضد إعادة انتخاب راخوي، واحتجوا خلالها على سياسة راخوي الاقتصادية القاضية بتخفيض الإنفاق العام في قطاعات التعليم والصحة والوظيفة العمومية.