رغم تصنيف المغرب من قبل تقرير المعهد العالمي لبحوث السياسات الغذائية برسم سنة 2016.الذي صدر قبل أيام حول مؤشرات الأمن الغذائي العالمى، ضمن الدول الخمسين التي لا تواجه المجاعة عبر العالم حيث احتل المرتبة الثانية والأربعين، بعدما استطاع تطوير مؤشراته الخاصة بالأمن الغذائي، متفوقا على جل الدول في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا، الا ان الواقع يبقى مريرا ومقلقا حيث تعاني الاف الاسر من الفقر الشديد ، وتلتجئ في ظل الغلاء الذي بات يجتاح أسواق الخضر والقطاني ، وجل المواد الأساسية الى اقتناء خضر شبه متعفنة او تلك التي القى بها الباعة الى القمامة، إضافة الى غلاء سعر المحروقات الذي لا يتماشى مع انخفاض أسعار النفط في السوق الدولية ، وانعكاسه على اثمان المواد الغذائية، وفي هذا الاطار سجلت المندوبية السامية للتخطيط ارتفاعا في أسعار هذه المواد بالإضافة الى أسعار المحروقات والتعليم وذلك بين شهري غشت وشتنبر2016، وهم الارتفاع المسجل في المواد الغذائية على الخصوص، أثمان "الفواكه" ب 10,5 في المائة و"الخضر" ب 4,5 بالمائة و"القهوة والشاي والكاكاو" ب 1,8 بالمائة ، و فيما يخص المواد غير الغذائية، فإن الارتفاع هم أثمان "المحروقات" ب 2,9 بالمائة والتعليم ب 6 ,2 في المائة. ويبقى شح الامطار وتاخر عملية الحرث في عدد من المناطق المنتجة للحبوب والقطاني ببلادنا ، وكذلك تراجع جودة القطيع مؤشرات مقلقة بالنسبة للعديد من المتتبعين.. وبخصوص تقرير المعهد العالمي لبحوث السياسات الغذائية ورغم تعاطيه الإيجابي مع السياسة الغذائية التي ينهجها المغرب ، ووضعه في الخانة الخضراء التي تشهد تهديداً منخفضاً بخطر المجاعة، الا انه أشار الى ان 4،4 بالمائة من المغاربة يعانون من سوء التغذية، كما يعاني 14.9 بالمائة من الأطفال المغاربة دون سن الخامسة من ضعف في النمو، في حين قدر المعهد معدل الوفيات في صفوف الأطفال دون سن الخامسة في نسبة 2.8 بالمائة، ما يعني ان ملايين المغاربة يعيشون تحت خط الفقروتتهددهم المجاعة ..