ينبغي للألعاب الأولمبية 2008 أن تكون الأفضل على الإطلاق، هذا ما يسعى المضيفون الصينيون إلى تحقيقه في أولمبياد بكين الذي يستمر من 8 حتى 24 غشت. لكن ذلك سيجعل الدورة ال 29 للأولمبياد الأكثر تكلفة على الإطلاق. في فبراير 2001 وقبل أن تتّخذ اللجنة الأولمبية الدولية قرارها منح بكين شرف تنظيم أولمبياد 2008، قدر المسؤولون الصينيون عن تنظيم الدورة الأولمبية مبلغ ملياري دولار لبناء البنية الأساسية من ملاعب وقاعات وإنشاء طُرق مواصلات حول القرية الأولمبية الواقعة شمال العاصمة الصينية بكين. وقالت اللجنة الأولمبية الدولية آنذاك إنها تنوي تقديم مليار وخمسمائة مليون دولار لدعم تنظيم الألعاب. وأعلن منظمو الدورة في بكين آنذاك أن من شأن أعمال البناء اللازمة أن تبتلع مبالغ هائلة، لاسيما بناء الملاعب والقاعات وإنشاء الطرق التي تربط مواقع المنافسات مع القرية الأولمبية. وربما كان من الواضح بالنسبة للجنة الأولمبية الدولية آنذاك أن السياسة الصينية لن تُفرّط بفُرصة إظهار السلطة والقوة من خلال الألعاب، وأن تكاليف أعمال البناء والتحضير للدورة الأولمبية ستتجاوز الإطار المالي المُحدد في الأصل. وهكذا أعلنت لجنة التحضير الأولمبية البكينية مطلع عام 2008 أن التكاليف الإجمالية ستفوق 34 مليار دولار، أي أكثر مما كان محدداً ب 17 مرة. واستُثمرت مبالغ هائلة في مباني ومشاريع تهدف إلى تلميع صورة الصين، مثل الإستاد الوطني المُسمى ب "عُشّ الطير"، الذي بلغت تكاليف تصميمه وحدها قرابة 8 ملايين دولار، أي ضعف المبلغ الذي كان مخصصاً لهذا الغرض. كذلك مشروع بناء نظام المواصلات كان مُكلفاً جدا هو الآخر. فبناء ميترو الأنفاق وحده ابتلع مليارات الدولارات، حسب قول المسؤولين عن تنظيم الأولمبياد، على الرغم من التعديلات التي أجريت عليه بسبب اتهامات بالإسراف والتبذير. لكن سكان بكين سيسرون للاستفادة من الميترو بعد انتهاء الدورة الأولمبية على الأقل. وأُنفقت أكثر التكاليف في الحقيقة على مشاريع حماية البيئة. فخلال سنوات قليلة استُبدلت محطات توليد الكهرباء القديمة، التي كانت تعتمد اساساً على الفحم الملوث للبيئة بأخرى حرارية حديثة. وكانت هذه الإجراءات ضرورية لتحسين أجواء العاصمة الصينية وجعلها أكثر ملائمة لاستضافة المنافسات. إضافة إلى ذلك أُنفقت مبالغ هائلة في إيقاف منشآت صناعية ضخمة في محيط بكين تتسبب في العادة في تلويث الأجواء بشكل كبير. وخلف كل هذه الحسابات يأمل المسؤولون عن أولمبياد بكين 2008 في تنظيم ألعاب تليق بالمنشآت الرياضية الفخمة، التي بُنيت لتنظيم هذا الحدث الرياضي الكبير. ومن شأن المباني الأولمبية البهيجة أن تؤدي إلى ارتفاع أسعار العقارات في محيط الملاعب الرياضية، ما قد يعود بالنفع على العاصمة الصينية بكين.