أكد ألطاي م.مانكو المدير العلمي للمعهد البلجيكي للبحوث والتكوين والنشاطات حول الهجرة الأسبوع الماضي بالناظور، أن للمهاجرين دورا جد هام يضطلعون به لتحفيز التبادل الثقافي والاجتماعي والاقتصادي بين بلدان ضفتي المتوسط، وذلك من خلال تعزيز التنمية المشتركة بالمنطقة. وأوضح مانكوا، خلال لقاء أورو-متوسطي حول «دور الجماعات المحلية والمنظمات غير الحكومية في التنمية المستدامة» (21 -24 فبراير الجاري)، أن المساعدة على التقريب بين الشعوب والنهوض بالتنمية في البلدان الأصل بفضل التحويلات، وتحسيس بلدان الاستقبال بالمشاكل التي تعاني منها البلدان الأصل، وترشيد توجهات الهجرة، كل ذلك يعد من بين المهام التي يتعين على المهاجرين الاضطلاع بها. وسجل أن من شأن الوعي بدور المهاجرين في مجال التنمية سيمكن من بروز رؤية جديدة للتنمية المشتركة، مؤكدا أن ذلك يحيل على الاعتماد المتبادل بين الشمال والجنوب، عبر روابط أحدثها المهاجرون والحكومات والهيئات الخاصة، بهدف المساهمة في تطوير البلدان الأصل. وحسب ألطاي مانكو فإن التنمية المشتركة ينبغي أن ترتكز على شراكات متوازنة بين الجماعات المحلية والمقاولات والتجمعات، بما فيها الجمعيات التي تعنى بالمهاجرين في المجالات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية والسياسية، مشددا على ضرورة مواكبة هاته الشركات من خلال تأطير وتكوين الفاعلين المنخرطين. وأضاف أن إحداث شبكة أوروبية سنة2007 تهتم بالمهاجرين والتنمية (أونوماد)، وهي جمعية دولية للمنظمات التي تعنى بمجالات التنمية في علاقتها بالمهاجرين، يكتسي أهمية خاصة كونها تهدف إلى تقوية قدرات الجمعيات والمنظمات غير الحكومية وتشجيع الممارسات الناجعة للتنمية في علاقتها بالمهاجرين. ودعا كافة الجمعيات والجماعات المحلية والمنظمات غير الحكومية العاملة في مجال التنمية المشتركة والهجرة إلى الانخراط في إطار شبكة مهيكلة من أجل رفع التحديات المشتركة التي تفرضها التنمية. وقد شارك في هذا اللقاء الأورو-متوسطي، الذي نظمته الجمعية الإقليمية للتنمية المحلية بشراكة مع المجلس الإقليمي للناظور على مدى أربعة أيام، كل من فلسطين ومصر والجزائر والأردن وفرنسا وإسبانيا وإيطاليا وهولندا وألمانيا.