رشيد نجيب أستاذ اللغة الأمازيغية: في أواسط السنة الماضية «2008»، انطلقت للمرة الأولى الصفحة الأمازيغية بجريدة «العلم» من إعداد الصحفي عزيز أجهبلي. وراكمت إلى غاية اليوم هذه الصفحة مجموعة من النجاحات في مجال التعريف بالثقافة واللغة الأمازيغيتين، وتتبع المستجدات الخاصة بواقع القضية الأمازيغية بالمغرب. وباحتضان جريدة «العلم» لهذه الصفحة الأمازيغية، فإنها تكون قد أبانت عن نضج كبير في الجانب المتعلق بالمواكبات التي يحفل بها مشهدنا الوطني. فمن المعروف أنه منذ سنة 2001، بدأ المنظور الرسمي للثقافة واللغة الأمازيغية يعرف مجموعة من التغييرات في اتجاه ما هو إيجابي، ونقصد بذلك أساسا الخطاب الملكي السامي ل 30 يوليوز 2001، الذي ألح على ضرورة العناية بالثقافة الأمازيغية باعتبارها ثقافة وطنية، وكذلك الظهير الملكي المؤرخ في 17 أكتوبر 2001 المحدث والمنظم لعمل المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية كمؤسسة رسمية عهد لها اقتراح وتنفيذ البرامج الرامية إلى إعادة الاعتبار للأمازيغية المغربية كلغة وكثقافة...وشخصيا، أرى أن تخصيص يومية «العلم» لصفحة خاصة بالأمازيغية عمل يتوخى التأسيس لخطاب جديد حول التعدد الثقافي واللغوي ببلادنا وفق دعامة قوامها الإنصاف والاهتمام بجميع مكونات الذات الثقافية المغربية. وهذا العمل فعلا توخى إجراء حوارات مع الفاعلين في الحقل الأمازيغي وكذلك الحوارات مع مختلف الباحثين في الثقافة الأمازيغية ومن جميع التخصصات العلمية، جسدت هذه الصفحة إعلام القرب بمواكبتها للمستجدات المختلفة التي يشهدها هذا الحقل بين الحين والآخر. وبنشرها للقراءات في الإصدارات الجديدة حول الثقافة الأمازيغية، شكلت هذه الصفحة معرضا مفتوحا ورواقا دائما للتعرف عن قرب على جديد الإصدارات الأمازيغية التي تشكل بدورها لبنة أساسية لتقعيد المكون اللغوي الثقافي الأمازيغي على مستوى الكتابة. وبنشرها كذلك للدراسات والأبحاث المتنوعة عن الثقافة الأمازيغية، فقد مثلت لنا هذه الصفحة قاعدة وبنك معطيات لا غنى عنها لإضافة الجديد في هذا المجال.