أكد الوزير الأول السيد عباس الفاسي يوم الجمعة بالرباط على أهمية تتبع الأوراش المفتوحة في قطاع الصناعة التقليدية بصفة منضبطة ومتواصلة، بالنظر لأهمية هذا القطاع ضمن النسيج الاقتصادي. وذكر بلاغ للوزارة الأولى أن السيد عباس الفاسي أبرز خلال ترؤسه اجتماعا للجنة قيادة رؤية 2015 لتنمية الصناعة التقليدية، أهمية هذا القطاع خصوصا قدرته على خلق فرص الشغل ومحاربة الفقر والإقصاء وضمان فرص الإدماج الاجتماعي، فضلا عما يروجه لإشاعة الثقافة والحضارة والقيم المغربية الإبداعية والفنية الأصيلة. وأشاد السيد عباس الفاسي بالمجهود المبذول للنهوض بالأوراش ذات الطابع المتميز لتنمية مستدامة للقطاع, كإحداث المقاولات الصغرى والمتوسطة، وإنجاز أو تأهيل البنيات التحتية للإنتاج والتسويق من مجمعات وقرى ومناطق أنشطة، وانطلاق البرنامج الاستعجالي للتكوين بالتدرج المهني، إضافة إلى المخططات الجهوية للصناعة التقليدية، حيث ستعرف هذه السنة انطلاق عدد هام منها، بعدما أعطيت السنة الفارطة انطلاقة المخطط الجهوي لفاس بولمان. وذكر الوزير الأول بانطلاق العمل بالأوراش المقررة ضمن برنامج تحدي الألفية الذي رصد له غلاف مالي يناهز 9،111 مليون دولار بهدف دعم ومواكبة تنمية الإنتاج، وتطوير عمليات الإنعاش وتأهيل منظومة التكوين المهني، وانطلاق برنامج السلامة والوقاية من المخاطر المهنية بالقطاع، وإحداث المرصد الوطني للصناعة التقليدية. وأكد ضرورة تعميق أساليب التعاون والشراكة بين القطاعين العام والخاص على أساس مقاربة تعتمد النجاعة في مباشرة الأوراش والحكامة في التدبير، والحرص على تحقيق النتائج وعلى رأسها تحسين دخل الصانع التقليدي وظروف عمله, وتمتيعه بحقوقه الاجتماعية خاصة التغطية الصحية، والرقي بالقطاع إلى المكانة الجديرة به. ودعا الوزير الأول في ختام هذا الاجتماع إلى مساعدة الصناع التقليدين على ولوج السكن، وتوفير المناطق الصناعية الخاصة بهم وذلك بالخصوص, في إطار عمليات «المدن الجديدة»، والعمل على وضع نظام للتغطية الصحية يلائم خصوصيات هذه الفئات من المواطنين. وخلال هذا الاجتماع، يضيف البلاغ، تتبع أعضاء اللجنة عرضا للسيد أنيس بيرو كاتب الدولة لدى وزير السياحة والصناعة التقليدية المكلف بالصناعة التقليدية ذكر فيه بأهداف رؤية 2015 لتنمية الصناعة التقليدية، التي تتجلى في بلوغ رقم معاملات يصل إلى24 مليار درهم, وتوفير115 ألف منصب شغل، وإحداث300 مقاولة للصناعة التقليدية في أفق سنة2015 . وأشار السيد أنيس بيرو إلى أن45 مادة من بين47 التي يتضمنها العقد البرنامج المتعلق بالقطاع, هي الآن في طور التفعيل إما بصفة كلية أو جزئية. كما تطرق السيد أنيس بيرو إلى حصيلة المنجزات برسم سنة2008 ، والتي همت على الخصوص إحداث136 مقاولة صغرى ومتوسطة, وإنجاز برنامج العلامة الجماعية للتصديق ووضع شهادة مضمون, وإنجاز مجموعة من التصاميم الجديدة لفائدة صناع النسيج والخزف والجلد والنحاسيات وخشب العرعار والحلي الفضية وذلك بفاس والصويرة وتيزنيت, والتي وضعت مجانا رهن إشارة الصناع, والقيام بعملية تجارية وترويجية واسعة على نطاق أسواق مجموعة كاديفي بألمانيا. وهمت المنجزات كذلك إعطاء الإنطلاقة للمرصد الوطني للصناعة التقليدية بإصدار أول بانوراما للصناعة التقليدية, وللبرنامج الاستعجالي للتكوين المهني بالتدرج, والذي يهدف إلى تكوين51 ألف خريج بالتدرج في أفق2015 ، والبدء في إنجاز برامج تحدي الألفية, والشروع في تفعيل التقاطع بين الصناعة التقليدية والسياحة من خلال إدماج مدن للصناعة التقليدية ضمن المخطط الأزرق للسياحة. حضر هذا الاجتماع على الخصوص، السادة صلاح الدين مزوار وزير الاقتصاد والمالية، ومحمد بوسعيد وزير السياحة والصناعة التقليدية، وعبد اللطيف معزوز وزير التجارة الخارجية, وعبد السلام المصباحي كاتب الدولة لدى وزير الإسكان والتعمير والتنمية المجالية المكلف بالتنمية الترابية. كما حضره المدير العام لوكالة تنمية الأقاليم الجنوبية, والمدير العام لوكالة تنمية الجهة الشرقية، والمدير العام لمكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل, والمديرة العامة للوكالة الوطنية لإنعاش المقاولات الصغرى والمتوسطة، ونائب رئيس جامعة غرف الصناعة التقليدية، ورئيسة فدرالية مقاولات الصناعة التقليدية, ورؤساء غرف الصناعة التقليدية، وممثلو القطاعات الوزارية المعنية.