إحتضنت القاعة الكبرى للمكتبة الوطنية للمملكة المغربية بالرباط مساء السبت 16 يونيو 2012 حفلا تأبينيا للسينمائي الراحل محمد حميد بايزو ، 19522012 ، بمناسبة الذكرى الأربعينية لوفاته ، نشطه الناقد والباحث السينمائي الشاب محمد البوعيادي وحضره ثلة من أصدقائه وأقاربه ومحبيه من أوساط السينما المختلفة ومن خارجها نذكر منهم على سبيل المثال المخرجين ادريس المريني وعز العرب العلوي لمحارزي ومحمد منخاروهشام ربيع والممثل محمد الشوبي والنقاد محمد اعريوس وأحمد فرتات ومحمد الخيتر وجمال بوزوز ومحمد عادل السمار وأحمد بوغابة ومصطفى ظريف ورئيس الجامعة الوطنية للأندية السينمائية بالمغرب حفيظ العيساوي وابن الراحل سليم بايزو وأخته وأعضاء المكتب المسير لجمعية مهرجانات بني عمار للسينما والثقافة وقناة دوزيم وبرنامج " كاميرا الأولى " والاذاعة الوطنية ممثلة في الصحافية سميرة الأشهب وطاقم برنامجها " حتى لا ننسى " وغيرهم كثير . وقد تميز هذا الحفل التأبيني بقراءة الفاتحة على روحه الطاهرة والقاء شهادات في حقه كانسان وفنان فوتوغرافي وتقني متخصص في تصحيح الألوان وموظف بالمركز السينمائي المغربي وجمعوي ومؤطر سينمائي وغير ذلك من أبعاد شخصيته وتجربته في العمل السينمائي منذ التحاقه سنة 1978 بمؤسسة المركز السينمائي المغربي ، تخللتها عروض أفلام من انجاز الموضبين لطيفة نمير وهشام ربيع انطلاقا من صور قليلة توثق لمحطات أساسية من حياة المرحوم المهنية ، وقراءة لقصيدة زجلية ، واختتم الحفل بعرض الفيلم القصير " ابتسامة " من ابداع نجله سليم بايزو ، الذي يدرس السينما بأحد المعاهد بالرباط . وقد أجمعت شهادات كل من الدكتور امحمد بلمو ، رئيس جمعية مهرجانات بني عمار للسينما والثقافة ، الجهة المنظمة ، وأحمد عفاش ، الكاتب العام لجمعية الأعمال الاجتماعية التابعة للمركز السينمائي المغربي ، الجهة المدعمة والمتعاونة ، والدكتور عمر بلخمار ، عن الجمعية المغربية لنقاد السينما ، و عبد الاله الجوهري ، عن الجامعة الوطنية للأندية السينمائية بالمغرب ، و آيت عمر المختار ، عن مهرجان سبو للفيلم القصير بالقنيطرة ، وعبد الخالق بلعربي ، عن مهرجان السينما المغربية بسيدي قاسم ، و أحمد المصمودي ، عن مهرجان السينما والتربية بسيدي سليمان ، و الممثلين مصطفى منير ورشيد الوالي ، والصحافي السينمائي أحمد سيجلماسي ، والزجال علال العاصمي على أن فقيد السينما المغربية حميد بايزو كان صديقا للجميع . كيف ذلك ؟ أولا : لأنه لم يبخل يوما على أي سينمائي مبتدىء أو غير مبتدىء بنصائحه وخدماته ، فبصمته كخبير في مراجعة و تصحيح الألوان ستظل خالدة على جسد الفيلموغرافيا السينمائية المغربية وبعض الأفلام الافريقية والأروبية وغيرها . ثانيا : لأنه ساهم في تنظيم وانجاح وتوثيق مختلف مراحل المهرجان الوطني للفيلم ، فوتوغرافيا ، منذ دورته الأولى بالرباط سنة 1982 الى دورته 12 بطنجة سنة 2011 ، وكذلك الأمر بالنسبة للمهرجان المتوسطي للفيلم القصير بطنجة منذ انطلاقته سنة 2002 الى دورة 2011 ، وكان خدوما ومسهلا لمأمورية الصحافيين والنقاد والباحثين والفنانين وأطر الأندية السينمائية وعشاق السينما عموما . ثالثا : لأنه كان يوثر الآخرين على نفسه ، ولو كانت به خصاصة ، ويفضل العمل في صمت بعيدا عن الأضواء ويدعم الأندية السينمائية وتظاهراتها ، خصوصا في مدن الهامش ، ولا يبخل على مهرجانات السينما ومجلات النقاد السينمائيين والعديد من الصحافيين بصوره المختلفة ، التي وثق من خلالها لأكثر من ربع قرن من تاريخ السينما بالمغرب . رابعا : لأنه كان منضبطا في عمله كموظف في المركز السينمائي المغربي بالرباط وربطته علاقات احترام متبادل مع زملائه في هذه المؤسسة العمومية الوصية على قطاع السينما ببلادنا ، ولا أدل على ذلك من الحضور المكثف لموظفي هذا المركز في حفل تأبينه وعلى رأسهم طارق خلامي وموحى الموساوي وأحمد عفاش وأحمد عريب ونور الدين لمليح ولطيفة نمير وغيرهم ... خامسا : لأنه وضع خبرته في التنظيم ومعرفته السينمائية وشبكة علاقاته رهن اشارة هواة وجمعيات السينما ، مؤطرا للورشات التكوينية أو عضوا في لجن التحكيم أو مساهما في التنظيم ، ملتقى زرهون لسينما القرية نموذجا ، أو غير ذلك . سادسا : لأنه كان حاضرا بكاميرته في بلاتوهات تصوير العديد من الأفلام منذ الفيلم التحفة " السراب " للراحل أحمد البوعناني أواخر السبعينات من القرن الماضي ، كمؤرخ فوتوغرافي لأهم مراحل تاريخنا السينمائي وموثق بالصورة الثابتة لجل وجوهنا السينمائية ابان تواجدها بمختلف التظاهرات السينمائية المقامة ببلادنا ، تشهد على ذلك الصور الجميلة الموقعة باسمه التي تزين جدران بهو الخزانة السينمائية المغربية بالرباط . سابعا : لأن وفاته خلفت حزنا كبيرا في قلوب كل من تعرف عليه من قريب أو بعيد ، يشهد على ذلك سيل المكالمات والبرقيات والايمايلات والفاكسات المعزية والمواسية التي توصلت بها أسرته ومؤسسة المركز السينمائي المغربي.