تقدم «الكلمة» التي تصدر من لندن ويرأس تحريرها الدكتور صبري حافظ في هذا العدد الجديد، عدد 62 يونيو/ حزيران 2012، مجموعة من المقالات تواصل فيها مواكبتها للربيع العربي، مركزة على الحراك السوري في وقت يتعرض فيه شعب بكامله الى إبادة ممنهجة. وتلتئم الكثير من المقالات لقراءة شخصية المستبد والديكتاتور مؤشرة على سقوطه ونهايته كحتمية تاريخية. ويواصل الناقد صبري حافظ قراءة خيانة المثقفين وتعثر الثورة، وهناك أيضا مجموعة من الدراسات تتابع فيها الكلمة زخم الإبداع العربي، فالكلمة حريصة على الإنصات للنبض العربي من المحيط إلى الخليج. وتقدم (الكلمة) كعادتها رواية جديدة، جاءت هذه المرة من ليبيا. وديوان شعر جديد مترجم، وعددا من الدراسات والمقالات يتوقف بعضها إزاء مفهوم الإبادة والموت، بينما يتقصى البعض الآخر إنجازات النص السردي الحديث. فضلا عن المزيد من القصائد والقصص، وأبواب (الكلمة) المعهودة من دراسات وشعر وقص وعلامات ونقد ومراجعات كتب وشهادات ورسائل وتقارير وأنشطة ثقافية، لتواصل (الكلمة) مسيرتها بقوة دفع أكبر، وبمزيد من أحدث إنجازات كتابنا من مختلف أنحاء الوطن العربي. يفتتح الدكتور صبري حافظ باب دراسات بالقسم الثاني من البحث الذي نشر قسمه الأول في العدد الماضي، ويكشف فيه عن أن خيانة المثقفين، وتقاعس عدد كبير منهم عن الاضطلاع بدوره القيادي والضميري، على مد مسيرة طويلة ساهم في إطالة عمر الاستبداد والتخلف والتبعية وفي تعثر الثورات حينما انطلقت موجاتها العفوية الكاسحة. ويخص الكاتب العراقي ماجد صالح السامرائي الكلمة بدراسة "أدونيس أو الإثم الهيراقليطي" وهو تحليل تفصيلي ونقدي لكتاب عن الشاعر السوري الشهير، والذي يتناول فيه طبيعة دعاوى الشاعر الفلسفية ويكشف عن تهافت الكثير منها وعن إخفاقها في فهم مصادرات الكثير من المنطلقات الفكرية التي تبنتها، ويمحص تجلياته في دراساته وأشعاره على السواء. ويقارب الناقد حسين سرمك حسن رواية "الإرسي" التي نشرتها الكلمة في العدد الماضي، وهي دراسة يكتبها ناقد من جيل الكاتب، عاش تجربة مماثلة لتجربة الخراب والعذاب التي ترقش الرواية تفاصيلها في النص الروائي العربي، ولذلك استطاع أن يميط اللثام عن الكثير ما تتميز به هذه الرواية على صعيد التجربة وعلى صعيد الكتابة الروائية معا. ويتناول الناقد أحمد الصغير المراغي "أيقونة الأنثى في شعر السبعينات" وكيفية تحول المرأة إلى أيقونة رمزية وأنثوية/ إيروسية معا في النص الشعري لثلاثة من أبرز شعراء السبعينيات في مصر، بصورة يتجلى فيها المشترك بين هؤلاء الشعراء الثلاثة والمختلف معا، كما تتكشف فيها الدلالات الرمزية الثاوية وراء التناول الشبقي الصادم وانتهاك المحرمات. ويقدم الكاتب والروائي السوداني أحمد ضحية في "جمالية رغبات تلك الأيام" قراءة متأنية في مجموعة قصصية لكاتب سوداني، عمر الصايم، يعي طبيعة الكتابة وجماليات فن القصة القصيرة المراوغة. وهي قراءة في البناء النصي والرؤية معا، تتأمل طبيعة السرد وتكشف لنا عن موقع الراوي في القص، وتجليات الزمان والمكان فيه. وتعيد (الكلمة) نشر دراسة عن الوقف الوطني للديموقراطية «نيد NED» لتييري ميسان، وتذكر قراءها بقضية مقدم جون ماكين بطائرة حربية للإفراج عن موظفي مؤسسات هذا الوقف الثلاث حينما اعتقلوا وتم تقديمهم للمحاكمة في مصر، فأميركا لا تتخلى عن موظفي استخباراتها. ويواصل الباحث الجزائري بوبكر جيلالي في "التثوير في الموقف الحضاري" دراساته عن مشروع حسن حنفي، ويطرح في هذه الدراسة التي تعتمد كتابه «التراث والتجديد» منطلقا سؤالا مهما: إلى أي مدى تمكّن المشروع من تقديم تصور واضح ودقيق للثورة والتثوير يتسم بالأصالة، ويساهم في تغيير الواقع، ويلتقي مع ما يجري في العالم العربي الآن من حراك ثوري؟ وينهي الناقد أحمد بلخيري باب دراسات ب"الأنا والتاريخ في "زمن الطلبة والعسكر" وتصك هذه الدراسة في مراجعتها لسيرة ذاتية دالة على مرحلة ومناخ سياسي وثقافي مترع بالدلالات في المغرب، مصطلحا نحن في حاجة إلى ترسيخه بعد ما جرى في مصر، هو «العسكردينية» التي تربط بين العسف العسكري والديني معا، أو تحول الديني إلى عسكري، لكن السيرة التي يتناولها غنية بالرؤى والدلالات. في باب الشعر تنشر الكلمة ديوان "مختارات من قصائد حب" للشاعرة الأمريكية إِميلي ديكينسون، الذي قام بترجمته الشاعر والمترجم الفلسطيني محمد حلمي الريشة. وهي مختارات من قصائد شاعرة أمريكية لمْ تكُنْ تَلقى التَّقديرَ الأَدبيَّ فِي حياتِها، ولكنَّ الاعتبارَ أُعيدَ إِليها فِيما بعدُ. إذ عاشتْ ديكينسون حياةَ عزلةٍ قصية وآثرتِ الانسحابِ منَ الحياةِ العامَّةِ إِلى أَنِ انطفأَ تأَلُّقها بعدَ مرضٍ أَصابَ كِليتَيْها، حيثُ كانتْ تجدُ ذاتَها فِي عُزلتها المطبقةِ حولَها، بعدَ وفاتِها، اكتُشفتْ قصائدُها المخبوءةُ، والَّتي بلغتْ (1775) قصيدةً. تُعدُّ معَ الشَّاعرِ والت وايتمان أَهمَّ شاعرَينِ أَمريكيَّينِ فِي القرنِ التَّاسعِ عشرَ. كما تنشر الكلمة قصائد حديثة للشاعر المغربي محمد الميموني، وقصائد الشعراء سالم أبو شبانة من مصر، وحكيم نديم الداوودي من العراق، وغمكين مراد من سوريا، وفتح الله بوعزة من المغرب. في باب السرد تنشر الكلمة رواية الكاتب الليبي فرج مختار قادير "سبع سنين في سبعة أيام" حيث يكشف الكاتب الليبي التفاصيل اليومية في أحد معتقلات القذافي، لراو لم يكن جرمه سوى أنه كتب على الجداران عبارات تندد بالقائد، سبع سنوات قضاها بين زمنين: زمن أحلام اليقظة التي يحقق من خلالها رغباته ويعاود معايشة ذكرياته، وزمن المعتقل بسطوته ومحاولات الراوي أن ينجو بنفسه ويخفف وطأته على روحه. وتشكل الكابتة السورية أثير محمد علي "اختلاج شفتي الكلمات"، فيما تزين العدد نصوص المبدعين فؤاد قنديل، عبدالواحد الزفري، هاني حجاج، يوسف فضل. باب النقد جاء حافلا بالدراسات، حيث يتأمل الباحث مطاع صفدي في "الديكتاتور مات..الشبح مازال" مصير الثورات وانعطافاتها المختلفة، فيما يتناول الباحث صبحي حديدي في "خيانات المعنى" الموقف الأخلاقي لكارلوس فوينتيس، ليذود به عن حياض "المثقف العضوي". أما الباحث شمدين شمدين فيكتب عن "طقوس الموت في الحولة" فيما تقارب الكاتبة اللبنانية مادونا عسكر في "الموت سر الحياة" مفهوم الحياة والموت، متوغلة في مقامات الأصوات الفلسفية المختلفة. ويرصد الكاتب مازن الياسري "مشكلة الأقليات الدينية في مصر"، بينما يحدق الكاتب الطاهر بن جلون في دهاليز عقلية المستبد في "بشار الأسد، في حديث ودي" كما لو أنه يجعله يعتلي خشبة "مسرح فقير"، ويتناول الباحث سعيد بكور "رؤيا النهار واستشراف الموت" في القصيدة الدنقلية فيما يتوقف الكاتب أحمد أبو رتيمة مجالات "العلوم النهضوية" مطالبا بضرورة إعادة الصلة بين العلم والواقع، والتشديد على الوظيفة الاجتماعية للعلم. الباحث السيد نجم يتقصى "أخلاقيات التعامل مع الأنترنيت" كما يعالج قضية احترام الملكية الفكرية، يعرفها ويبحث في تفاصيلها ومسألة حقوق المؤلف. الباحث هاني حجاج يؤكد على مفهوم التغريب في مقاله "نزع الثوب الثقيل" لإعادة الأشياء الى سيرها الفطرية، ويحلل الكاتب حسن الأكحل "البناء الثقافي: الخطاب، والتدبير بين القراءة والتأويل" ويلح على أن القضايا الفكرية والثقافية ينبغي أن تراعي السياق التاريخي الذي تشكل العقيدة والجغرافية أهم مكوناته. ويختتم الباحث محمد ربيعة هذا الباب برحلة معاكسة حيث "التشكيل متأثرا بالسينما". في باب علامات تقدم الكاتبة هدى قزع "تأملات في السيرة الذاتية لعائشة عبدالرحمن" من خلال قراءة للسيرة الذاتية لبنت الشاطئ. في باب مواجهات وشهادات، شهادة طازجة طالعة من جحيم قمع الثورة السورية موسومة ب"الثورة ستنتصر والأسد سيسقط" تؤكد أن النظام المستبد في نهاية أيامه، وأنه يتصرف بغباء سياسي سيعجل بالقطع من نهايته المحتومة. ويكتب قاص الصحراء وساردها ابراهيم الكوني نص «عَدُوسُ السُّرَى» بعد رحلة طويلة في سبر أسرار الصحراء وعوالمها الكثيفة، سيرته/ رحلته الخاصة في التوحد مع روح الصحراء والتحول إلى أداة لكتابة حكمتها الكونية ورؤاها الفلسفية. في باب كتب نقرأ للناقد المصري بليغ حمدي اسماعيل "أصابع لوليتا: ملامح هاربة في لوحة مجنونة" حيث يستقصي سمات الكتابة الروائية عند أهم الروائيين الجزائريين من خلال نص يكسر العلاقة بين عالمين وينصهر فيهما. ويقربنا الناقد الفلسطيني ابراهيم درويش من كتاب يتناول ومن خلال مدخل بنيوي للقضية الفلسطينية علاقات السلطة وثقافة الحرب والأمن والاحتلال والاستيطان. ويراجع الناقد جهاد صالح في "بين قناديل الحرية وسراديب الآلهة"، كتاب علمي مثير يبحث في المعتقدات الأولى لدى الانسان ونشوء النظام الطوطمي داخل العشيرة والفرد. ويواصل الناقد والمبدع المغربي عبدالرحيم مؤذن سلسلة مقارباته للمشهد القصصي الحديث في المغرب، على تنوع تجاربه ورؤاه. ويقارب ميلود بنباقي في "الشاعر وظلاله" ديوان شعري نشرته الكلمة في أحد أعدادها السابقة، قراءة نتعرف من خلالها على صور الشاعر وظلاله في ديوان مسكون بأسئلة الشعر وأفقه. وتنهي الكاتبة مروة متولي باب كتب ياستقراء لنص روائي يشدو "بالجراح كرثاء حار للحياة". بالإضافة إلى ذلك تقدم المجلة رسائل وتقارير و"أنشطة ثقافية"، تغطي راهن الوضع الثقافي في الوطن العربي. لقراءة هذه المواد اذهب إلى موقع الكلمة في الانترنت: http://www.alkalimah.net