منذ عشر سنوات ومدينة فاس تحتفي بالقصة القصيرة.. بالقصاصين الشباب.. عبر ملتقاها الوطني للقصة القصيرة، الذي أصبح تقليدا سنويا، تنظمه "جمعية الفنانين للثقافة والمسرح بفاس"، بشراكة مع الجماعة الحضرية وبدعم من وزارة الثقافة والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة – ايسيسكو –. وقد حملت الدورة اسم الناقد المغربي محمد خرماش، نظرا لإسهاماته المميزة في النقد المغربي، وذلك يومي 14 و15 أبريل 2012، بحضور ثلة من النقاد والقصاصين الشباب والمبدعين والمهتمين بالشأن الأدبي. كانت الساعة تشير إلى حوالي الخامسة مساء، عندما أعلن الأستاذ تحاف السرغيني (رئيس الجمعية) عن انطلاق فعاليات الدورة العاشرة من الملتقى الوطني للقصة القصيرة بفاس، بكلمة ترحيبية شكر فيها كل المبدعين الذين تجشموا عناء السفر من مختلف بقاع المغرب من أجل الاحتفاء بالقصة القصيرة وبالناقد المغربي محمد خرماش، ثم أعطى الكلمة للأساتذة: سعدة ماء العينين (المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة – ايسيسكو)، عز الدين كرا (المدير الجهوي لوزارة الثقافة بجهة فاس بولمان)، محمد الملوكي (ممثل عمدة فاس)، الذين نوهوا بالجهود الحميدة التي تبدلها "جمعية الفنانين للثقافة والمسرح بفاس" من أجل الحراك الثقافي والإبداعي بالمدينة. وبعد حفل شاي، انطلقت فعاليات الأمسية القصصية بمشاركة القصاصين الشباب الفائزين في المسابقة الوطنية للقصة القصيرة: عمر الأزمي (فاس)، سميرة بورزيق (مراكش)، لطيفة العمراني (قلعة مكونة)، ابتسام زجاري (مكناس)، إسماعيل واري (صفرو)، سعيد الجناتي (تازة)، جمال بدر الزمان (مكناس)، محمد عبد الصمد الإدريسي (ميدلت)، منير المنيري (الرباط)، سميرة الهورس (قلعة السراغنة)، وذلك أمام لجنة وطنية متكونة من الأساتذة: محمد خرماش، الزهرة رميج، إدريس الذهبي، عبد الرحيم وهابي، نور الدين رايص. وفي صبيحة يوم الأحد، انطلقت فعاليات ندوة نقدية حول موضوع: " النقد الأدبي في المغرب"، شارك فيها الدكتور محمد خرماش بمداخلة عنونها ب "رهانات النقد الأدبي المغربي الحديث"، مركزا على التطور الذي عرفه النقد المغربي بعد الاستقلال وعلاقته بالسياسة والتاريخ ومسايرته للركب الثقافي ومستجدات المجتمع، في حين تناول الدكتور حميد لحميداني في مداخلته التي عنونها ب " نحو نظرية منفتحة للقصة القصيرة جدا في النقد المغربي"، قراءة في بعض الكتب النقدية: "بناء نظرية منفتحة للقصة القصيرة جدا" لأحمد جاسم الحسين، "القصة القصيرة جدا بين النظرية والتطبيق" ليوسف حقيني، " تنظير النقد المغربي لفن ق ق ج" لعبد الرحيم مودن، "المفارقة القصصية" لمحمد اشويكة، "شعرية الواقع في الق ق ج" لعبد الدائم السلامي. وقد تطرق نجيب العوفي في مداخلته: "نقد السبعينات منطلقات وممارسات"، لمرحلة هامة من مراحل النقد المغربي خلال السبعينات، مركزا على ثلاث تجارب نقدية في المغرب: إدريس الناقوري، عبد القادر الشاوي، نجيب العوفي، والتتبع الدؤوب للنتاج النقدي، مما آثار الجدال بين اليسار واليمين، بين السلفية والحدث. أما الدكتور عبد الواحد المرابط فقد تحدث في مداخلته عن: نقد النقد الأدبي من خلال قراءة في مشروع الدكتور محمد خرماش حول "إشكالية المناهج في النقد الأدبي المغربي"، مؤكدا على ضرورة ربط النقد بالأدب وتاريخ النقد وعلم النقد، وهي خطوات مهمة لقراءة مشروع محمد خرماش الذي يندرج في إطار النقد الأدبي، مجسدا فيه تقاليد العمل الأكاديمي الرصين والطابع العلمي والوضوح النظري. وفي مساء اليوم نفسه، شهدت قاعة دار الثقافة، ندوة تكريمية للناقد المغربي محمد خرماش بمشاركة الأساتذة: حميد الحميداني، محمد بودويك، أحمد الدوري، وتخللت الندوة التكريمية شهادة حميمية من الدكتورة منى خرماش والأستاذ سعد خرماش والأستاذ قاسمي جلول. ثم أعطيت الكلمة للناقد محمد خرماش، شكر فيها “جمعية الفنانين للثقافة والمسرح بفاس” على هذه الالتفاتة، وكل المبدعين والداعمين والحاضرين الذين ساهموا في إنجاح هذا الملتقى. وقد اختتمت الجلسة التكريمية بتقديم الهدايا الرمزية والشهادة التقديرية. والناقد محمد خرماش، أستاذ التعليم العالي، حاصل على: الإجازة في الأدب العربي، دكتوراه الحلقة الثالثة في النقد الأدبي من جامعة ليون، دكتوراه الدولة في المناهج المعاصرة من جامعة عين شمس بالقاهرة، وسام العرش من درجة فارس 1994، شهادة مواطن شرفي بمدينة ليون 1979. شارك في عدة ندوات وملتقيات علمية منها مؤتمر النقد الأدبي بجامعة اليرموك أريد (الأردن)، مؤتمر "حوليات" الجامعة بتونس ومؤتمر النقد الأدبي والمناهج المعاصرة بالجزائر، له عدة أعمال منها: "النقد الأدبي الحديث في المغرب"، "لواقعية والواقعية الجدلية في النقد الأدبي الحديث"، "التوجهات الثقافية وتطور الفكر النقدي في المغرب"، "اتجاهات النقد الأدبي المغربي في النصف الثاني من القرن العشرين"،... واختتمت فعاليات الدورة العاشرة، بحفل فني بمشاركة فرقة سيدي التهامي المدغري لطرب الملحون بفاس برئاسة الفنان محمد السوسي الذي أتحف الحاضرين بمعزوفات وموصولات غنائية وتخلل حفل الاختتام بتوزيع الجوائز والشهادات التقديرية على المشاركين في الدورة التاسعة، قبل أن يعلن الناقد محمد خرماش رئيس لجنة التحكيم عن الجائزة الأولى التي فاز بها القاص محمد عبد الصمد الإدريسي من ميدلت عن قصته "لابد أن أعتلي السرير" والجائزة الثانية فاز بها القاص عمر الأزمي من فاس عن قصة "نامت لتقول له أحبك"، في حين فازت قصة ” حين لا تفهم قسوة الأقدار” للقاص جمال بدر الزمان من مكناس بالجائزة الثالثة، أما الجائزة الرابعة حازت عليها القاصة ابتسام زجاري من مكناس عن قصة "حفار القبور".