شهدت ثانوية المتنبي التأهيلية يوم الجمعة 23 مارس 2012، حفل توقيع المجموعة القصصية (مملكة القطار) لحسن الرموتي، نظمته الورشة النقدية بنادي الإبداع والتواصل بشراكة مع جمعية الآباء، ابتداء من الساعة التاسعة صباحا، وقد ابتدأ الحفل بكلمة الأستاذ عبدالجليل الزعيم، مدير الثانوية التأهيلية المتنبي؛ الذي أكد، بعد الترحيب بالمشاركين، على أهمية الأنشطة المندمجة في الرقي بالتعلم الذاتي عند المتعلمين، ومعبرا عن استعداد إدارة الثانوية وأطرها لتشجيع كل المبادرات الرامية إلى تفعيل هذه الأنشطة. وتناول الكلمة الأستاذ عبدالرزاق المصباحي، رئيس الجلسة الاحتفائية ومنسق الورشة النقدية، معتبرا أن هذه اللحظة الاحتفائية بمثابة العيد، الذي يحتفي بالإبداع ويُتَوجُه: عيد دائم للمقة الخالصة، التي تضمن در الود وصفاءه تتويجا لمنطق الجميل، والممتع، وأيضا ولزاما، العميق والمفيد. مؤكدا أن المنطق الذي يؤطر النشاط المندمج هو الاحتفاء المزدوج بتجربة إبداعية ماتعة، وبالقدر نفسه، بأبنائنا النقاد التلاميذ الواعدين أعضاء الورشة النقدية، ثم انتقل إلى التعريف بالمبدع حسن الرموتي، الذي وسمه بالكاتب العابر _ أجناسي، أو الذات الحكيمة، المتروية التي ترى الأشياء دائما من زوايا المحبة.والذي كتب في العديد من المنابر الرصينة : مجلة العربي الكويتية، المجلة العربية السعودية، العرب الدولية، مجلة طنجة الأدبية، مدارات الفلسطينية .... قبل أن يصدر سنة 2011، مجموعته القصصية (مملكة القطار) انتصارا منه لجنس القصة القصيرة. وأكمل الرموتي البروتريه بالتأكيد على أن الكتابة بالنسبة إليه تمثل الامتداد والأثر الذي يحلم به أي مبدع. وقدم، الباحث كريم ترام، مداخلة موسومة ببعض مقومات البناء الفني في مملكة القطار لحسن الرموتي، أشار فيها إلى الدينامية التي عرفتها القصة القصيرة بالمغرب، معرفا مفهوم البناء الفني في مملكة القطار، ومقاربا عناصره من خلال المحاور الآتية : 1) سمات الشخوص في مملكة القطار. 2) اللغة في مملكة القطار، التي تتراوح بين الشعري والتقريري مغلفة بخطابات ساخرة، والمعتمدة على مجموعة من المستنسخات النصية 3) الوصف في مملكة القطار المكتسي طابعا تفسيريا وتزيينيا. وقدمت بعد ذلك التلميذة الحسنية لفرم، في مداخلة عنوانها ( الخطاطة السردية في قصة الحرب) متتبعة الأفعال الإجرائية للذات / البطل للوصول إلى الموضوع، عبر الأصول الثلاثة : الوضعية البدئية، الوسيطة، ولحظة التنوير. مقارنة بين خصائص فن الكتابة القصصية، ومدى تمثلها من خلال نموذج قصة الحرب. أما التلميذ رضوان الواعر، ففصل في أبعاد الالتزام في قصة المحارب والمحطة، راصدا الظواهر الاجتماعية التي تحفل بها. وختمت المداخلات التلميذية بقراءة التلميذة فوزية شيبوب التي تتبعت أشكال مصادرة الأحلام في قصة مملكة القطار. بعدها سيقدم الأستاذ والباحث عبدالرزاق المصباحي ورقة موسومة ب( مملكة القطار ... سلطان الحكي وفتنته) مشرحا فيها سمات الذوات في المجموعة ومواقفها البورخيسية والمؤلمة في الآن نفسه، مبئرا على زمن الحكي، الذي وسمه بزمن الانكسار، ومنتهيا إلى أن الشخوص في كل الصدامات والمواجهات التي جمعت الشخوص البطلة بأضدادها تخرج خاسرة وبألم مضاعف، لذلك كانت تلك الشخصيات غير قادرة على الابتسام أو الضحك أو حتى لعنة الوضع والاحتجاج عليه إلا في أعماقها. وتخللت الحفل قراءات قصصية قصيرة وقصيرة جدا للمحتفى به، تفاعل معها الجمهور التلميذي. وعلى مشارف نهاية الحفل، دخل المحتفى به والمتدخلون في حوار مفتوح ساءل تجربة الكاتب ومغامرته الروائية الجديدة،مع تتبع مظاهر الكوميديا السوداء في مملكة القطار، وتقنيات الكتابة القصصية وطرقها. واختتم الحفل بكلمة للأستاذ المصباحي عبدالرزاق ضرب موعدا جديدا واحتفاء جديدا، شاكرا الضيوف على حسن تلبيتهم دعوة الورشة وإدارة المؤسسة والشركاء على الدعم المعنوي والمادي الذي قدموه.