صدرت عن منشورات سليكي إخوان بطنجة مجموعة شعرية جديدة للشاعر العربي الكبير سعدي يوسف موسومة ب"ديوان طنجة". يقع الديوان في 80 صفحة من القطع المتوسط، ونجد به خمسين قصيدة كتبها سعدي يوسف أثناء إقامته بمدينة طنجة المغربية، ويبتدأ الديوان بقصيدة موسومة ب"طنجة" فيما بعض القصائد الأخرى تحمل أسماء أماكن بالمدينة ك "حانة البرغولا"، "فندق ريتز"، "مقهى بورت"، "حانة البريد" "مقهى الحافة" و"حانة أزمرالدا".. ونقرأ على ظهر غلاف الديوان الذي يحمل صورة للشاعر : "أحب موائد الفقراء أمشي إلى أحيائهم، وأكون حرا ومنتشيا مع الفقراء... طنجة هم وليس السراة الآخرون سوى هشيم ستذروه الرياح... أليس خبز الفقير ألذ؟ كم أشقى إذا لم أجد خبزي مع الفقراء ! طنجة للفقير !" وأنت تقرأ "ديوان طنجة" تجد نفسك مع الشاعر وكأنه يقتفي أثر محمد شكري في فضاءات المدينة من "حانة البريد" حيث "زبناؤها هم هم..والأطباق كما كانت منذ سنينَ.. ومحمد شكري لم يعد..." إلى "فندق ريتز" حيث يقيم الشاعر في الغرفة 15 ذاتها التي كان يقيم بها محمد شكري وحيث نسي كيف وصل و من أوصله إليها لكنه يتذكر أمرا واحدا "أن محمد شكري كان هنا...في الغرفة ! ..غرفته في طابقها الأول..." وتظل أغلب قصائد الديوان إحتفاء بفضاءات طنجة المعروفة والمهمشة رغم أنها كتبت متفرقة بين لندن وباريس وطنجة سنة2011 . ويغلب على قصائد هذا الديوان ذلك السرد الذي يقترب من "القصة القصيرة" دون أن يفقد شعريته محتفيا بالتفاصيل الصغيرة وهي كما يقول سعدي يوسف نفسه في حوار أجريته معه لصالح مجلة "طنجة الأدبية" : "السرد أساسي في كتاباتي وبإمكانك أن تطلق على قصائدي لفظ القصائد السردية...".