صدر عن منشورات إتحاد كتاب المغرب، فرع الرشيدية الديوان الجديد للشاعر المغربي محمد شاكر والموسوم ب" أرمم ذاكرتي". ونقرأ داخل الديوان في نص يحمل نفس عنوان الديوان "أرمم ذاكرتي" :
أرمِّم ذاكرتي في الهزيع الأخير من النسيان، لأمشيَ سِيَراً تراوغ بطشَ الدمار: هُنا فرحة ٌطمَرتْها قذيفة ُ حقد ٍ هنا وتر ٌ.. مقطوع الشريان ينزف لحْنا ، وحشرجات ٍ تفيض عن سِرّ المكان وبعض موسيقى ارتطمت ْ بصمت يعبرُ، وَحشة َ المجال ِ هنا بعضي ، يكاد يَجْهلني ويُوصد في وجْه الشوق بابَ النسيان. أرمِّم ذاكرتي ، لعلي آوي إلى جِدْع طفولة أو لثغة عُمر غزير الحَنانْ. لعلي أنفضُ رمْلَ النّسيان ِ عن وطن ٍ طمَرتْهُ رياحُ الخذلان ِ. كنتُ هناك في الجهة القصوى من الحُبِّ فارهَ الحُلم ِ، مَوْصولَ المُلك ِ، لا يخلو من شقشقة الطير ، فِناءُ الرّوح ِ.. وحْدي، أتجدّدُ في صِلاتٍ تمحو عراءَ الوقت ، وتُرْسي زهْوَ عُروش ٍ من قصبٍ وحَفيفَ مراوحَ مِن ورق ٍ تدور في اتجاهات الريح ، والأهواءِ..... إلى بياض ٍ يَعْتِق الكتابة َوالحبرَ من أسْر اللَّغْو، يَنسف شِرذمة الأصفار، تخالط صفوَ الطفل. أرمِّم ذاكرتي ، إلى أثر في الوجدان ِ، بَهِي ّ كنجْمة البحر، ترصِّع قُماشة الليل بضوْءٍ ووضوح نداءْ ، وأهجسُ .. ماذا لو كَفَّ العالمُ عن خرابِ الرّوح واطمأنَّ إلى كنف الحُبِّ وجاءتْ إليَّ ذاكرتي تسْعى بحفيف أحلام وشدْو سلام . قشيبة ً، وخفيفة من ِوزرآلامي، بيضاءَ ، إلا من شفيفِ لوْن ٍ ورفيفِ جفن ٍ بادرني على عتبات العُمر برذاذ سِحْر وفوْح أمان ٍ..؟ ماذا لو انفرجتْ أساريرُ وقتٍ ليس في الحُسْبان ، عن لحظة راعشة تسكن أغوارَ الوجْدان..؟ عارية، إلاّ من تكوير يُواربُ ألفَ عُنوان وَصمْتٍ يَضيع في الأقاصي حتى لكأن كُلّ مَزار دان ٍ، والأرض قبْض يدي، أركبُ صَهوة غيمة رعناء. أسوق قطيعَ نجْم. أدحرج القمرَ الشّهيّ في موْج السّماء، حتى أتبلل بالألوان؟ ماذا لو نفختُ في جُبّة النسيان فاسْتويتُ.. فارهَ الطلعةِ ، في يوْم ، يجمع دارسَ العمر وما تكسّر من شوْق على مَدارج البوْح..؟ أرمِّم ذاكرتي ، بما تبقىّ من صَحْوة الروح ِ ونزْف الجروح ِ وقشِّ الكلام، لعل بيتا يحفظ سيرة الطين ِ ونافذة مشرعة على وطن ٍ يغّط في أمْن مَكين.