أشرق وجهها فحرّكتْ وجدي لدرجة الاشتعال: - ألا ترحمين قلبي المثقوب؟ أليس لديك غيرها ؟ لقد شيّبتني " لا" هذه وأخواتها ! - لا . يعني لا. ألا تفهم ؟ - لقد فَنِيَتْ روحي عليك صبابة، فمتى تفهمين أنت أنني ذات يوم سألقى ربي بسبب لاكِ هذه ؟ - قلتُ لا يعني لا. - هل"لا" هذه نبتتْ في عروقك؟ - لا يعني لا .. - ربما "لا" هذه هي التي تحرك الدم في عروقك وتُنبضُ الحياة فيها ! رميتُ بصري بعيدا إلى العالم المخضرّ في هذه الحديقة، وشعرتُ بالضآلة والانقباض، وتساءلتْ عيناي عن "لا" هذه في وجهها وفمها، وكدتُ أموت حسرة وكمدا لولا أن جاد ثغرها بابتسامة على عيني، غارسة حسنها في كل جزء تمتد إليه في روحي، وقالتْ ودمع العين يسبقها إلى ذبولي: - لا بمعنى لا تحزن يا حبيبي ..