أسدل الستار عن الدورة الثانية لما سمي ب " المهرجان الوطني السينمائي " بفاس مساء السبت فاتح أكتوبر 2011 ، وأول ملاحظة تبادرت الى دهني بعد تتبعي لأنشطتها هي أن هده التظاهرة الفنية الفتية لا تحمل من المهرجان الا الاسم فقط ودلك لأن محتوى برنامجها العام كان شحيحا اد غابت عنه الندوات والموائد المستديرة والورشات التكوينية والنشرات وجلسات مناقشة الأفلام وغير دلك من الفقرات . فهل بعرض أحد عشر فيلما قصيرا من ابداع هواة وطلبة وعشاق الصورة السمعية البصرية عموما داخل وخارج مسابقة وتكريم أحد رواد المسرح بفاس وتوزيع جوائز رمزية في أمسيتين متتاليتين لا تتجاوز مدتهما الاجمالية خمس ساعات يمكن تحويل ملتقى متواضع الى مهرجان ؟ والأدهى من دلك أنه مهرجان وطني سينمائي ، فادا كان شق الوطنية قد تحقق بمشاركة أفلام من مدن مغربية مختلفة كفاس ومكناس والرباط والدار البيضاء وغيرها ، فان شق السينما ظل غائبا عن هدا المهرجان اد لم تعرض فيه أفلام سينمائية قصيرة وطويلة روائية ووثائقية بل كل ما عرض في اطاره عبارة عن أفلام فيديو قصيرة من انجاز مبتدئين وهواة ، سبق لأصحابها أن شاركوا بها في العديد من التظاهرات والمسابقات بسطات وفاس وسيدي قاسم وشفشاون ومكناس وغيرها من المدن المغربية . زد على دلك أن لجنة تحكيم المسابقة الرسمية لم تضم في عضويتها أي محترف في مهن السينما المختلفة ، الاخراج والمونطاج والتصوير الخ ، باستثناء السيناريست والممثل الأستاد عبد الرحيم بقلول . فأين هي ادن السينما في هدا المهرجان ؟ بناء على ما سبق أقترح على الجمعية المنظمة أن تعيد النظر في تسمية تظاهرتها حتى يتحقق الانسجام والتطابق بين محتواها وعنوانها ، وفي هدا السياق تحضرني التسمية التالية " الملتقى الوطني لأفلام الفيديو القصيرة بفاس " ، شريطة أن تكون لهدا الملتقى خصوصية ما تميزه عن باقي التظاهرات السمعية البصرية التي أصبحت تتكاثر كالفطر بالمدن المغربية دون أن تضيف جديدا الى مجالات السينما والسمعي البصري ببلادنا . ومن عناوين هده الخصوصية عدم قبول أي فيلم في المسابقة سبق تتويجه في مسابقة أخرى مماثلة ، والاهتمام بالتكوين في مجالات الصورة المختلفة ، واستضافة مبدعين كبار لالقاء دروس في التشخيص المسرحي والسينمائي والفرق بينهما ، والاهتمام بالجانب الاعلامي والتواصلي عبر احداث موقع اليكتروني يعرف بالتظاهرة ويسهل عملية التواصل مع المشرفين عليها . وقبل كل هدا وداك لابد من وضع تصور دقيق للتظاهرة يحدد الأهداف المتوخاة من تنظيمها والسبل الكفيلة بتحقيق تلك الأهداف واختيار طاقم تنظيمي قادر على بلورة دلك التصور وترجمته على شكل برنامج متماسك الفقرات . ان هده الملاحظات لا تقلل من المجهودات التي قام بها الاخوة في " جمعية النجوم للسينما والمسرح " بفاس من أجل تحريك الساحة فنيا وثقافيا ، فكل البدايات تكون مضطربة ويعتريها نقص ملحوظ بسبب قلة التجربة وضعف الامكانيات . الا أن الاستمرارية تقتضي التطور ولا تطور بدون نقد داتي وانفتاح على الآخرين واستفادة من تجاربهم وخبراتهم . ومن سار على الدرب وصل .