من ميزات وحسنات المهرجانات السينمائية، انها تشكل حلقة وصل وتواصل بين مختلف الفعاليات الثقافية الاعلامية السينمائية الجمعوية....الخ بحيث تساهم في جمع شمل افكار مختلف المشارب الفكرية والثقافية،ولعل هذه من بين السمات الحميدة و النقط الحسنة التي ارخت بظلالها على سنة مهرجان السينما الافريقية في خريبكة في نسخته 14، والتي امتدت فعالياتها من 16 الى 23يوليوز الماضي، بحيث انتابني كاعلامي فضول السؤال والتساؤل وهي من صفات وميزات مهنة المتاعب من خلال مااستجمعته من معلومات من حلقات المناقشات الصباحية والمسائية ،وعرض الافلام ،ووصلات التكريمات،او الندوة الرئيسية وانا استضيف امامي شخصية وازنة من جنود خفاء المونطاج السينمائي الوطني، التي نالت انجازاتها اعتراف وتصفيقات عدة محافل وملتقيات ومهرجانات سينمائية وطنية وافريقية و دولية ، كان اهمها تتويج احد اعملها من قبل مهرجان السينما الافريقية في فيسباكو بنيلها لجائزة احسن مونطاج في الفيلم البوركيناوي "عبء العهد" لمخرجه صانو كولود دانييل ،خلال منتصف هذه السنة رغم ادراجه باحدى اللهجات البوركيناوية. انها المغربية لطيفة نامير تلك الشخصية القوية التي كرست وقتها وحبها لتنال شفاعة وحب الجماهير السينمائية العريضةفي مختلف ارجاء المعمور ،فهي الشمعة التي تحترق من اجل اتقان و انجاح اعمالها والرقي بالمونطاج السينمائي المغربي الى اوجه ، وقد حدتثني بانها تفاجأت لحجم مشاهدة عمليها الافريقيين ، الفيلم البوركيناوي"عبء العهد"" لمخرجه صانو كولود دانييل والفيلم البينيني "خطوة الى الامام" لمخرجه سيلفيستر ، اللذان برمجا ضمن افلام المسابقة الرسمية لمهرجان السينما الافريقية في نسخته 14 بخريبكة ، بحيث كانت المرة الاولى التي تمكنت فيها فيها لطيفة من متابعة اعمالها الى جانب جمهورعريض من الساكنة والنقاد وصناع القرارالسينمائي الوطني والافريقي ، خارج قاعات المونطاج انها فترة ما يشبه الفيد باك الذي انتابها من خلاله شعور قوي ومباشر لعملين سينمائيين افريقيين ناجحين بكل المقاييس
انطلق مشوار لطيفة نامير السينمائي، بصقل موهبتها الذاتية بقراءات و تحليلات الجوانب الفنية لنصوص انجيليزية وهي طالبة بالكلية عززتها باجازة مطبقة في شعبة السمعي البصري ،هذه الاخيرة ، فتحت شهوتها بالنبش في القيام بعدة محاولات سينمائية ككتابة سيناريوهات...الخ، و لعبت دورا هاما في دخولها لعالم الصورة من بابه الواسع هذا الدخول الذي عززته و ضمنت استمريته باكتشاف موهبتها الذاتية و التمكن من صقلها لمدة ثلات سنوات داخل استوديوهات القناة الثانية التي عملت بها كتقنية ،الشئ الذي عمق من خبرتها في مجال المونطاج واكسبها قيم الثقة في النفس ،والدقة في التعامل والشعور بالمسؤولية ،وخول لها الالمام بكل مهن السمعي البصري من خلال برامج مباشرة مع المشاهدين، كموظفة في مجال الارسال قبل ان تشبع هذه التجربة الغنية بدورات تكوينية في فرنساالمانيا بعدالتحقها في 2003بالمركز السينمائي المغربي ساهمت لطيفة نامير باغناء خزانة المونطاج السينمائي الوطني بقرابة 20 فيلما مغربيا قصيرا، هذا الى جانب عملها في عدة افلام طويلة لعمالقة الاخراج المغربي كفيلم "طريق لعيالات"لمخرجته بورقية، لكن تبقى للشراكة التي ابرمها المركز السينمائي المغربي مع دول القارة السمراء، دورا متميزا في دخول لطيفة عالم النجومية القارية والعالمية و صقل موهبتها و انفتاح تجربتها على ثقافات وعلى اتجاهات متشعبة لمخرجين افارقة وعالميين خاصة بعد حصولها جائزة احسن مونطاج في مهرجان فيسباكو ل2011 الذي حفزهاعلى الاستمرار في العمل بجد ومتابرة الوجه الاخر للطيفة نامير يمكن اكتشافه بعيدا عن صالات المونطاج كمؤطرة داخل المهرجانات في ورشات تكوينية تتقاسم فيها الخبرات والمعلومات مع الفئات الشبابية التي تنقل اليهم مبادئ وحيتياث المونطاج السينمائي وتعلمهم كيفية التعامل مع عالم الصورة التي يظنون جاهزيتها ولا يدركون اليات ومراحل صنعها وفي فترة قصيرة تدوم بعمرمهرجان لطيفة المرأة، لاتؤمن بالباس لون الانوثة لوظيفة المونطاج الذي تعتبره عنصرا سينمائيا اساسيا خاليا من صفة النسوية او الذكورية و يستحيل تصريفه للمذكر او المؤنث ، فابداع التقنيات السينمائية لا يرتبط بنظرها بجنس بشري معين ،ولا برجل او امرأة ومن الصعب بمكان تحديد جنس صاحب مونطاج من قبل المشاهد بدون قراءة جنيريك الفيلم متحدية بذلك الانصهار و التفكير في جنسها وذاتها وهي تزاول وظيفتها و الشئ الوحيد لديها والذي يمكنه ان يثير فضول الحس النسوي او الرجالي عندها في نسق الصناعة السينمائية يتجلى فقط في كتابة السيناريو الذي يمكن للمراة ان تعطي فيه لمساتها النسوية ويمكن للرجل ان يقرر من خلاله تصوره الرجولي للموضوع بين طفرة الابداع وغياب رؤية نقدية صريحة لتقنيات المونطاج ، ترى لطيفة ضرورة تواجد نقد بناء وصريح يساعد المخرج علىتجديد نظراته للفيلم واعادة هيكلتها من جديد ،من خلال توقفه على نقط القوة والضعف التي مرت بها مراحل التصوير، ومساعدته باقتراحات جادة وتقويم صائب على تجاوز كل الهفوات و التعثرات والثغرات ، ومن هنا فان النقد حسب رايها يتسرب بطريقة مباشرة او غير مباشرة ليتناول جانب تقنيات المونطاج، فمجال النقد السينمائي عندها يعد لبنة متكاملة تتطلب من صاحبها مهنية كبيرة، وخبرة ودراية عامتين بالصناعة وبالتقنيات السينمائية والماما كافيا بالمراحل التي يقطعها الفيلم قبل واثناء وبعد تصويره، فنسق الفن السابع شامل و متكامل و يهذف الى استنتاج واستخلاص رؤية محددة تترجم سلسلة بنيات متماسكة ومتناسقة لعمل مجموعات تنطلق بالتورناج وتختتم بعرض الفيلم ، أي ما يمثل فريق عمل ضخم متكون على الاقل من 100شخص، منهم مخرجون منتجون تقنيوون ممثلون.......الخ لكن التساؤل المحيرللطيفة يبقى رهينا بتوجه بعض النقاد بانتقاداتهم نحوحيتيات ضيقة و بسيطة تنصب نحو التحليل الفني للفيلم ،واتجاه نظرة ورؤية المخرج وادوار الممثلين ومضامن السيناريوهات غافلين ومغيبين بذلك لجوهر الجانب التقني للعملية للفيلم الا وهي تقنيات المونطاج المرتكزة اساسا على دراسة سينمائية علمية واسعة ومعمقة ،مستمدة لقوتها الحقيقية من ثورة عالم الرقميات المساهم في وفرة انتاج الافلام و في تخفيض كلفتها وسهولة تصويرها وقلب معايير تقنيات مونطاجاتها التي اصبحت تتشبع بين عشية وضحاها ،برؤى متغيرة ومعطيات جديدة على اعتبار انها سيرورة مستمرة ودائمة و خاضعة للنقد وللتوجيه وللتقويم والتقييم ، بتقبلها لكل اقتراحات النقاد وملاحطاتهم الهاذفة و المساهمة في معالجة التغرات واضافة لمسات ، ولن يتاتى هذا بالطبع الا باكتساب ثقافة سينمائية شاملة وبكثرة التردد ومشاهدة الافلام والتعمق والتامل في كل حيثياتها التقنية والفنية ...الخ ، لان المونتور الفاشل او المخطئ هو الذي يظن بتقديمه من اول وهلة او فرصة لوصفة جاهزة او عمل متكامل وجيد وبهذا تظل رئيسة قسم المونطاج بالمركز السينمائي لطيفة نامير تجربة رائدة في مجال تقنيات المونطاج السينمائي