في إطار سلسلة نشاطاته النوعية المتميزة أطلق النادي الأدبي بمنطقة الجوف برنامج بالسعودية "المقهى الثقافي"، حيث أطلقَ حزمة من الأنشطة الثقافية لخدمة المجتمع بمختلف فئاته : لقاء الأربعاء للقراءة – أكاديمية الشعر – ملتقى البراعم – لقاء الأحد للقراءة باللجنة النسائية، وقريباً أكاديمية القصة وأكاديمية الصحافة وقد تناولت الجلسة الأولى للمقهى الثقافي الإنتاج الفكري للمفكر الإسلامي الجزائري "مالك بن نبي" من خلال قراءة فكرية للأستاذ خليفة بن مفضي المسعر بحضور رئيس النادي إبراهيم الحميد وجمهور المقهى. أكدَ المسعر أن مالك بن نبي قد تميز بثقافة منهجية، استطاعَ بواسطتها أن يضع يده على أهم قضايا العالم المتخلف، فقد اهتم بها منذ شبابه، ودرسها تحت عنوان (مشكلات الحضارة) فكانت هذه السلسلة التي بدأها بباريس ثم تتابعت حلقاتها في مصر فالجزائر. وقال المسعر: لقد أمعن مالك بن نبي في الحفر حول مشكلات التخلف المزمنة، متجاوزاً الظواهر الطافية على السطوح إلى الجذور المتغلغلة في الأعماق، وباحثاً عن السنن والقوانين الكفيلة بتحول الشعوب من الكلالة والعجز إلى القدرة والفعالية.. وهكذا تجاوز مشكلة الاستعمار ليعالج مشكلة (القابلية للاستعمار)، ومشكلة التكديس إلى البناء، والحق إلى الواجب، وعالم الأشياء والأشخاص إلى عالم الأفكار؛ مؤكداً " إن الله لا يغير ما بقومٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم"، وأن مفاتيح الحل عند الذات لا عند الآخر. وأشارَ المسعر أخيراً إلى أن مالك بن نبي ماتَ في العام 1973م، لكن أفكاره ما زالت حية تهيب بالأمة أن تتلقفها لتنهضَ بها من كبوتها المزمنة، وتدخل من جديد في مضمار الحضارة.