يصدر الكاتب عبد النور إدريس كتابا بعنوان: "الثقافة الرقمية من تجليات الفجوة الرقمية إلى الأدبية الإلكترونية" ، وقد تم توقيع هذا الكتاب بكلية الآداب والعلوم الانسانية بمكناس- المغرب ، وهي تحتضن الندوة العلمية الوطنية \"الثقافة والتكنولوجيا \" برحابها يومي 4 و5 ماي 2011. بعض فصول الكتاب: التلقي الرقمي تتطلب قراءة النص وعيا ومعرفة باللغة الرقمية والالكترونية على الخصوص وفهم إحالاتها المعجمية والنفسية. قد ينبهر المتلقي الرقمي بمستوى النص الرقمي لما راكم من وعي بصري يتلاءم مع الكيفية التي نتلقى بها الحقائق، ويمكن لهذه القراءة أن تدخل في باب "الانطباع الرقمي". - هل يكمن الأصل في الصورة أم في الكلمة؟ كما يقول د.محمد سناجلة. - هل يمكن اعتبار التجريد هو الأصل وليس الصورة كما يقول د. سعيد بنكراد؟ - هل الفكرة سابقة على الصورة ؟ إن قدر الكلمات يتجلى في أنها تختزل العالم وتختزلنا معها وتفتح للتلقي متاحا أوسع للخيال بينما يعمل الأدب الرقمي انطلاقا من آليات اشتغاله على الحد من هذه القدرة، ولهذا إن لم يؤد النص الرقمي إلى فتح أشكال تفاعلية داخله ومنح التلقي تلك القدرة على فعل التخيل، فسوف ينتج متلقيا سلبيا منبهرا فقط بالشكل الخارجي للإبداع الذي يشوش في نفس الآن على خصائص وجوده. إن هذا الكتاب وهو يرصد إرهاصات الفجوة الرقمية وهي تتجلى في العمق الرمزي العربي، وتطرح للمقاربة واقع المجتمع العربي وهو يواجه التفكير في ظل مشهد معلوماتي يتطور بسرعة أدوات تفكيره، يقيس بفصله الثاني عمق التشكل الرقمي في بنية التفكير العربية والإنسانية ويشتغل على أهم آلية يمكن أن نلمس فيها عمق التغير المجتمعي ، فالمستويات الأديولوجية والاجتماعية والدينية متمنعة على التغيُّر بشكل آلي، لكن الأديان وهي تُبث رقميا تستطيع بحكم التدخل التكنولوجي أن تُحدث الفرق في هشاشة الفرد والمجتمع بما أن حياة الأفراد في الزمن الرقمي لم تعد محددة سلفا وغير خاضعة لسيطرتهم. أما الفصل الثالث فينقلنا إلى الأدبية الالكترونية وهي تنفتح على كل الاحتمالات الافتراضية، فالنص الرقمي وهو يخلخل النظرية الأدبية يُرجع فاعليته الأدبية إلى التلقي، أي إلى المتلقي المتفاعل (المستهلك- المنتج) الذي ينزاح عن المركز ليُقيم في الهامش بدون مرجعية، حيث يستطيع الهامش أن يترابط بالمركز فقط من أجل إضعاف سلطته والتقليل من هيمنة أدواته.