هذا ما حدث مساء ذلك اليوم ... رجع شهريار إلى مجلسه الليلى حزينا .. يسيطر على قلبه هم ثقيل ، فسأله مسرور.. - ما لوجه مولاى تملأه الشروخ ؟ - حكاية سمعتها وأنا أدور بحجرات القصر أفتش ستائر الليل عن الأسرار - وما فى الحكاية يا مولاى ؟ - حلم قديم كنت قد أغلقت عليه بابا دونه باب حتى كان هذا المساء . (يقال إن شهريار – الذى لم يكن يملك الأحلام – لم يحلم هذا الحلم بل سرقه من عراف فقير ، أخذت منه الدنيا عينيه وأعطته الحكمة بديلا ، فكان يحلم أن يهب حكمته للبشر أجمعين ، يفرقها عليهم متساويين ، لكنه شهريار- باب دون الحلم – سرقه فى غفلة منه وعلق صاحبه على باب القصر عبرة للحالمين ) هذا المساء .. الريح والصوت البعيد والأنفاس الساخنة والخمر يا مسرور فتحت الأبواب فكان البوح . - من سمع يا مولاى ؟ - سواى .. هى و الريح وستائر الليل - فليأمر مولاى ليحل الصمت . - افعل يا مسرور ... فى هدآة لم تتحرك الريح حين اخترق سيف مسرور جنباتها ، لم تصرخ ستائر الليل حين مست جوانبها النيران ، لم تذرف دمعة حين طارت الرقبة .