تألمت الورقة المنهكة من جبروت حبر جاف.. في قلم حبر جاف.. جاف.. استدرجته إلى أشعة شمس حارقة تسللت عبر النافذة.. فطالتها يد جافة فكمشتها.. ثم ألقيت والقلم في سلة واحدة.. وبحث ال ك ا ت ب عن قلم حبر جاف جديد وورقة بيضاء.. وحدة لم يكن ذا مال ولا بنين، بل كان ذا حبر و قلم. افتقر ذوو المال.. وانفض الأولاد عن ذويهم. بينما بقي هو يجدف في عباب الحبر والوحدة القاتلة. ................ داخل القاعة، تسلم ورقة الامتحان. طالعه السؤال فقطب جبينه. قرأ السؤال. عاود قراءته أكثر من مرة. مضى الوقت بسرعة دون أن يكتب شيئا. وقبل إعلان نهاية الوقت، استدار خلفه فوجد نفسه وحيدا مع لجنة الحراسة متذمرة. آنذاك انفجر قلمه ففاض قصيدة: بوابة الانتظار الأخير1 -1- شفاهة ذكرى وغفوة حرف نسجت بوح الكلمات في النسيان -2- ذاك المنسي لحظتها «أنا» تساومني الهسهسة ببرد المداد وعذرية الورقة يا أيام... يا تمائم عوسجي انتحر ومضى... دون وداع... فعبد الله... هشام وابراهيم ذاك المنسوف بين الحشيش ونزق الكذب بالجرائد وجوه تتلقفني من المرآة بياضا في تجاعيد الوقت المنهارة أعصابه على بوابة الانتظار الأخير 1- قصيدة للشاعر المغربي صلاح الدين شكي.