(1) ركبت أرجوحة الصمت.. تقاذفتها يد التأمل والاستسلام ولما درات بها الدنيا.. أوقفتها... (2) دفعت به من قمة جبل الصبر.. ابتلعته الجاذبية حتى السفح.. وما أن حاول تسلقه ثانية حتى تهشم.. (3) اخترقت ملامحها... حاولت انتزاع الأصباغ من خلاياها وإعادتها سيرتها الأولى لكنها.. خذلتها.. (4) استسلمت للخيال غابت في تفاصيله تعاقبت عليها البدايات والنهايات الأسطورية ولما حاولت تصيد وعيها وإعادته إلى الواقع... لم يستدل عليه... (5) كتبت بدايات الحلم... استودعته إياه ورجته أن يستكمله.. لكنه قتله على باب الواقع.. (6) اشتقت حروفها من الماضي .. اشتق حروفه من المستقبل.. ولما التقيا على الورق... كتبا التاريخ.. لا تبحث عني كانت تلك هي آخر كلماتها له وهما يقفان على حافة الحلم قبل أن تقذف بنفسها من قمته.. لم يحاول أن يمد إليها يده أو يعرقل قرارها المفاجئ.. فقط كان يتابعها بنظرة تائهة غير قادرة على تحديد ملامحها.. خال أنه أصيب بالصمم وكأنها استولت على كل الأصوات قبل أن تبدأ رحلة اللاعودة.. تلفت حوله.. حاول أن يقنع نفسه أنه بطل كابوس سرعان ما يزول إذا ما فتح عينيه.. لم يقتنع.. شعر بالهواء يرفضه.. يأبى الدخول إلى صدره.. حاول إجباره لكنه لم يستطع إلا قليلاً.. لم تعد قدماه قادرتين على حمله فجلس.. اقتحمت ذاكرته خلوتهما القريبة.. شعر بكفها تلمس كفه.. تفتحه.. تقرأ خرائطه.. سمع صوتها يحكيه ويرسم تفاصيله.. راودته ابتسامته القديمة السابحة بين الدهشة والحب.. انساب صوته بحنان: (كيف تفعلين؟؟) لم يأته الرد.. فقط نظرتها التي اخترقته واستقرت فيه ولم تغادره حتى بعد رحيلها.. شعر بقلبه يتمزق.. يكره الضعف.. يمقته.. تحامل على نبضاته وعاود الوقوف.. راودته فكرة النزول من قمة الحلم.. شعر بالأرض التي يقف عليها تحتضن قدميه.. تتمسك بهما وترفض مغادرتهما.. غمره الحب.. انحنى عليها.. ربت على ظهرها يطمئنها (لن أغادرك).. أطل وجه حبيبته منه.. همس: (ولا أنا).