لاشك أن المكتب الجديد لمجلس مدينة طنجة سيجد نفسه في مواجهة ركام من الملفات العالقة، ومن أهم هذه الملفات وأكثرها استعجالية الملف الثقافي والاجتماعي والتنموي والرياضي بالمدينة. فكما نعلم فإن البعد التنموي الاجتماعي لا يمكن تحقيقه في غياب استراتيجية واضحة للمجلس في المجال الثقافي. باعتبار أن الثقافة رافد مهم من روافد تنمية المجتمع وتأطيره التأطير الحسن. ولعل لائحة انتظارات الرأي العام الثقافي خاصة والساكنة عامة، طويلة وطويلة جدا يمكن اختزالها في النقط التالية: 1) وضع أجندة قارة وفعالة لدعم ثقافة القرب بتفعيل دور مكتبات الأحياء ولمَ التفكير في خلق قاعة عروض صغرى على شاكلة مسرح محمد الحداد بحي العوامة لتنشيط ضواحي المدينة وأحيائها. 2) التفكير جديا في تمتيع مسرح محمد الحداد والمركب الثقافي -الذي في طور البناء- بميزانيات قارة ومستقلة للتجهيز والتسيير والتنشيط لتقوم بدورها على أكمل وجه. 3) عقد شراكات مع جمعيات ثقافية وفنية على أساس برنامج ثقافي سنوي واضح تلتزم بموجبه هذه الجمعيات بإقامة تظاهرات وعروض مسرحية وورشات التكوين الفني للكبار والصغار على مدار السنة. 4) إعادة الاعتبار للفضاءات الثقافية والفنية والتراثية بتحويلها إلى فضاءات حية يتردد عليها الساكنة والزوار لمشاهدة معرض مثلا أوحضور حفل موسيقي أو قراءات شعرية... وغيرها من الفعاليات الثقافية والتوعوية التي نحن في حاجة ماسة إليها. طبعا لائحة الاقتراحات قد تطول وتطول وكل فاعل إلا ولديه رزمانة من الأفكار والاقتراحات، وما ينقصنا إلا الآذان الصاغية لنداءاتنا. أرجو من المكتب الحالي أن يسن تقليدا جديا وجديدا بفتح حوار جاد ومسؤول مع النسيج الجمعوي المحلي والانصات لاقتراحاته وانتظاراته... إن سبب التركيز على مجلس مدينة طنجة في علاقته بالملف الثقافي المحلي مرده لكون الثقافة حامل مهم ورافد أهم من روافد التنمية المجالية والبشرية وفي معزل عن عامل الثقافة فإن أي مجهود يبدل في المجالات التنموية هي مجرد هدر للإمكانيات المادية والبشرية. ثم أن الثقافة ودعمها لا تنحصر في إقامة المهرجانات الموسمية واستدعاء الأسماء اللامعة في مجالات الغناء والكتابة ورصد ملايين الدراهم لها... بل يجب أن ننظر للثقافة كاستراتيجية قارة وتصور عقلاني وواقعي يروم إشراك الشرائح المجتمعية في تنفيذه بهدف الوصول إلى العمق الحقيقي للمجتمع والذي يتمطرس بالجهل والفقر وانعدام الفرص في أحياء الضواحي والهامش...