ذاك الذي قبل طفلته قبل الموت وزق فيها كل ما أحب في الحياة وتلك التي حضنت رأس أبيها وأسلمت له روحها الطاهرة خاوية ذابلة كالزهرة في سندان من ذهب رقية بنت الحسين عبرة للظالمين وللمستبدين الطغاة خالدة أمد الحياة وهذه أحبت مسلوب الإرادة بوسادة الموت سقته دمعا من دمها وفتحت آمالها بحياته-الميتة وذاك الذي أتلف بئر الماء الذي سقاه وفجره وتلك التي بجمالها حدثت المجزرة وذاك الذي دفن خمس شعبه أحياء في المقبرة وأما الزكاة تكدس له لعله يحتاجها بالآخرة وتلك التي أدخلوا عليها كل زناة الليل كما قالها النواب فهم ثلة نكرة وذاك الرعديد رمى العقرب بالقندرة وتلقفها شبيها له بالسمسرة وتلك التي كانت أضوائها نيرة بغداد يا من عيناها ملحمة يذوب فيها الزائر وتلهمه الشعر وذاك الذي حطم الأرقام بالحروب وأشعل الخليج بأموالنا غصبا فما سلمت منه الأحياء و الأموات وذابح للكرد والعرب وتلك التي في صحرائها الجربا تهدي لسكانها الكثبان والترب وقلدوا سيفهم بأوسمة من الياقوت والذهب وذاك شرم الشيخ مشروخ من الغرب وتلك لبنان تنتظر نصر من الاه والفتح في طهران وا عجبا هل كل هذه ابتلاءات ابتلينا بها وخطت على جباهنا منذ الصبى هي دروب متعبة عند العرب والمحمديين من يوم الرسالة المحمدية ليومنا هذا فله الحق من يشك بهذا الصخب وكل الحق لمن غضب ولو أنزل حاكما من السماء أو جاء المرتقب سيرفضه العرب ولن يرضوا به وقاتلوا قبل ذاك آل بيت محمد النجبى ألا ليت موقد شوقي انطفى بحب المصطفى ورضى بالهزيمة واكتفى بتقسيم شط العرب وغاب عن الأضواء واختفى ولن يرى كيف يسلب شرف وكرامة الإنسان بهذه البلدان المتعطبة المتعصبة المغتصبة المتحزبة