تواصلت يوم الأربعاء6-10-2010 بقاعة سينما روكسي بمدينة طنجة المغربية في إطار الدورة الثامنة لمهرجان الفيلم القصير المتوسطي عروض أفلام المسابقة الرسمية والتي كانت قد انطلقت يوم الثلاثاء5-10-2010 ، حيث شهدت الحصة المسائية الثانية عرض فيلم يستحق المنافسة على إحدى الجوائز والذي يحمل عنوان "سبعة أحرف" للمخرج اليوناني نيكوس تزيرميانوس، و قد حمل هذا الفيلم بين مشاهده لمسات إنسانية قد تنسينا كمشاهدين الاهتمام بالجانب الشكلي المبالغ فيه والذي طبع فيلما ك"إي بيكس" للمخرج السلوفيني بيتار بوزيتش على سبيل المثال والذي اعتمد فيه على المؤثرات الخاصة التي لكثرة استعمالها أفقدت الشريط بعضا من حيويته. ثلاثة أفلام عرضت في اليوم الأول دارت أحداثها في فضاء مغلق وتفاوتت مستوياتها الفنية بين الجيد والأقل جودة، وهي "صولو" للمصرية ليلى سامي ، والذي رغم حسن اختيار الموضوع والفضاء المصور إلا أن كثرة الكلام، الوارد كصوت خارجي مصاحب "فوا أوف" شكل نقطة ضعف قاتلة، وهي سمة تطبع العديد من الأفلام المصرية، والتي قد يبدو لمتتبعها أن صانعيها يخافون من عدم وصول "رسائلهم" أوعدم فهم الجمهور. الفيلم الثاني الذي يدور في فضاء مغلق هو"ندوب" للمخرج المغربي مهدي السالمي والذي ارتكز على التحليل النفسي ليحكي قصة مريضة نفسية تنتقم للنساء من طبيبها النفساني، هذا الفيلم أيضا كان في حاجة إلى المزيد من الاختزال خصوصا فيما يتعلق بالحوار ، ويظل الفيلم اليوناني "سبعة أحرف" الذي أشرت إليه سابقا من بين أفضل الأفلام المعروضة في اليومين الأولين ، إذ كان الفضاء المغلق الذي تدور فيه الأحداث موظفا بشكل فني جيد ، حيث أصبح شخصية تنضاف إلى الشخصيتين الرئيسيتين، خصوصا أن زوايا التصوير وحراكات الكاميرا كانت جد محسوبة، إلى درجة نحس فيها كمشاهدين وكأن الكاميرا مسجونة في هذا الفضاء المنزلي مثلها مثل المرأة المريضة، حتى أننا لا نرى أي لقطة للفضاء الخارجي الذي يحاول زوج المريضة وصفه لها بحكم عجزها عن رؤيته، مثلها مثل المشاهدين الذين لا يملكون إلا أن يتماهوا معها ويفاجؤوا وهم في غمرة تماهيهم أن المرأة قد ماتت ولم تعد موجودة- وربما لم تكن موجودة منذ البداية- فيما أن الزوج مازال يصف ما يشاهده، إن كان يشاهد شيئا حقا. وهكذا تثبث الأفلام القصيرة اليونانية مرة أخرى، وكما كان الحال في دورات المهرجان السابقة، أنها صحبة الأفلام الإسبانية، تستحق لقب الريادة في حوض البحر المتوسط.