افتتحت المسابقة الرسمية للدورة الثامنة لمهرجان الفيلم القصير المتوسطي بطنجة، اليوم الثلاثاء، بعرض سبعة أعمال سينمائية بقاعة سينما روكسي. ويتعلق الأمر ب"ذاك اليوم" لساندرا ستاديلي (فرنسا) و"تنديد" لوليد مطر (تونس)، و"ندوب" لمهدي السالمي (المغرب)، و"ميسيسينا" لصوفيا إكسارشو (اليونان)، و"نهر وردي" زكرياس مافريديس (البوسنة والهرسك) و"سأنام جيدا الليلة" لإيمانويل فلونجيني (إيطاليا). وتميزت هذه العروض بتقديمها للمحة عن المخيال المتوسطي، هذه المرة من طنجة التي أضحت محطة مهمة من محطات الحوار الفني بين ضفتي المتوسط. وتميزت العروض بحضور مخرجي هذه الأعمال، التي تتنافس ضمن لائحة تضم 53 فيلما للفوز بإحدى جوائز المهرجان الثلاث (الجائزة الكبرى وجائزة لجنة التحكيم، ثم جائزة السيناريو)، الذي ينظمه المركز السينمائي تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى غاية تاسع أكتوبر الجاري. + قراءة بانورامية + تصعب عملية قراءة 7 أعمال سينمائية اختلفت التيمات التي عالجتها وتعددت الميكانيزمات التي خضعت لها القصص، وبالتالي اختلاف الحمولات الفكرية والرسائل المبثوثة فيها. قراءة مفاهيمية: لم تولي جل هذه الأشرطة كبير اهتمام للزمن، بخلخلتها لمفهومه، وغذت بالتالي الأبعاد الحكائية الحاملة لمقاصده، فبدت وكأنها متتالية من الرسائل المكثفة ضمنت "المكان" كل الحمولات الممكنة والمستحيلة والخيالية في أحايين كثيرة. إلا أن قدرة المخرجين على ربط العناصر المتشابهة والمتناقضة منحت لكل عمل خصوصيته الذاتية المتفردة. فالأمكنة التي جرت فيها هذه القصص تتراوح على سبيل المثال بين المقهى (الفيلم التونسي) وعيادة طبيب نفسي (الفيلم المغربي) والمستشفى (الفيلم اليوناني) والمنزل (الفيلم البوسني) وأمكنة مفتوحة على كل القراءات (الفيلم الإيطالي). وبإغفاله قصدا لمفهوم الزمن، المقصود حتما، أبرز البناء الحكائي لهذه الأعمال تيمات ك"المرض"، و"الاغتصاب"، و"الشذوذ"، و"الإدمان" و"الوفاء". ف"ميسيسينا" يطرح علاقة الإنسان بالمرض وبالعالم الخارجي إذ ترصد المخرجة صوفيا إكساررشو حالة مراهق يعاني من مرض مزمن إلا انه يرفض الاستسلام له بانفتاحه على محيطه خارج فضاءات المستشفى الكئيبة، وذلك من خلال ربطه لعلاقة عاطفية مع مراهقة يجمع بينه وبينها حبهما لنوع واحد من الموسيقى. أما الشريط الإيطالي، فيحكي قصة فرانسيسكو الذي يعاني من مرض خطير التجأ بعدها إلى المسكنات والمخدرات، وأثناء رحلته هذه تجمعه الظروف مع مهاجرة ذات أصول عربية فيقرران الذهاب بعيدا. بينما فضل المخرج المغربي، مثلا، معالجة حكاية طبيب نفسي مريض نفسيا يستغل مهنته لارتكاب جرائم اغتصاب في حق مريضاته، إلى أن تكتشف "غيثة" الأمر فتقرر الانتقام لجميع النساء ضحاياه.... + المهرجان يعد بمزيد من الفرجة + يشار إلى أن المسابقة الرسمية تستمر مساء اليوم بنفس القاعة السينمائية بعرض أفلام "سبعة أحرف" لنيكوس تزير مياديا نوس (اليونان) و"صولو" لليلى سامي (مصر) و"المطحنة" لرامي قديح (لبنان) و"الروح التائهة لجيهان البحار (المغرب) و"خمس دقائق في شارعي" لميلوس بوزيتش" (صربيا) و"وشم بالعين" (لبنان) و"الزفاف الأهير" لخورخي تسابوتزوكلو (إسبانيا). +الفرجة تقتحم فضاءات أخرى+ بالإضافة إلى عروض المسابقة الرسمية يقترح مهرجان الفيلم القصير المتوسطي خانات أخرى لا تقل أهمية، وتمنح للتظاهرة قيمة مضافة، منها "بانوراما الفيلم المغربي القصير" التي اقترحت باقة متنوعة من الأشرطة المنتقاة من الريبيرتوار الوطني منها "لحساب التالي" و"بركة الوالدين" و"ألف درهم" و"الحياة بالأحمر"...إلخ. أما خانة "السينما المتنقلة" فكانت وجهتها اليوم الثلاثاء السجن المدني بطنجة حيث عرضت أفلام "الباير" لرشيد الشيخ و"بويبة" لسامية الشقريوي و"صوت مزدوج" لإدريس الروخ ورشيد زكي و"ألو بيتزا" لمراد الخودي.