مونودراما مسرحية من فصل واحد الشخصية متغيرة الاعمار – تراها مرة شابا او رجلا كبير السن لذا يتطلب من الممثل ان يكون مرنا في جسمه وصوته وكذلك في نفسيته . على الممثل ان يضع نصب عينيه ان يكون كبيت الشعر قويا جزلا وفي ذات الوقت ينساب كماء رقراق ليوفي حق الشخصية التي يقدمها لجمهور يتطلع لرؤية ممثل يقف على اسس علمية بموجبها له الحق في ان يجاهر كونه ممثل . الشخصية / ( يحاول خلع قميصه بعيدا عن جسده ) – لااستطيع انتزاعه بعيدا عن جسدي فهو ملتصق به كجزء منه ,هذا يكلفني جهدا فوق طاقتي , لااحب ان ارى دمي ينزف دون مبرر وجيه !؟ ( يصفق بيديه ويدبك بقدميه من شدة الفرح ) : - فرحي اليوم عظيما ... ياللفرحة !!.. ياللسعادة !!.. هذه الليلة انامها مغمض العينين وانا في سبات عميق , عمق بئر دارنا القديم , حينما بدأت تتهدم جدرانها تسقط مرتطمة بماء البئر الساكن . لم اسمع الا بالقليل عن حيوانات منقرضة في ازمان غابرة تعد بالملايين دفنتها رمال الصحراء حتى اصبحت منها تلالا . هذا يتطلب الجهد الكثير من العلماء المنقبين للوصول الى الحقيقة . واذا بهم يكتشفوا هياكل عظمية ... يقومون بدراستها وبتأن لسنوات . أنا ارى تلك الحيوانات المنقرضة حية امام عيني , عفوا ! ... ارجوكم ! ... لاتدهشوا من كلامي قد يبدو غريبا , تلك الحيوانات المفترسة تعود من جديد بكل قوتها وشراستها ... نعم !!... أني اراها واعايشها لكن ليس بالحجم الذي كانت عليه ... انها تتمثل بحشرة صغيرة تدبي في قميصي البالي , اصبح مأوى محاكا بخلاياها , ويرقاتها وبيضها لابخيوط ردائي . فيما مضى شاهدت فلما حربيا لجندي محاصر في خندق يتخلص من الحشرات القميئة بواسطة اناء معدني واضعا تحته شمعة مشتعلة , يلتقط بأنامله الحشرات الواحدة تلو الاخرى راميا اياها في الاناء سرعان ما تتفرقع متحولة الى بخار . فرحي اليوم عظيم هو ان المطر قد انقطع , احلم !؟...لااني متأكد غدا ستشرق الشمس ساطعة محرقة , معناه ان الحشرات التي تمتص دمي ليلا ستجد غدا الموت لامحالة , صفقت بكلتا يدي ( يصفق ) كان شعاري وانا اصفقك كالمجنون :- غدا يوم الشمس كان ردائي من خيوط البازة السميكة تجد فيها الحشرات الشريرة ملجأ آمنا لتكاثرها حقا !!؟ ...أرى الشمس قد اشرقت ...اليوم يوم شمس !! ... أفاعي ليئمة تحيط بي فاتحة فاها ... لسانها الاسود المشقوق الى نصفين يلهث في وجهي ولها فحيح ... ياالهي ؟!... الى أين أهرب ؟!... تتلوى الافاعي قد أستطالت استقامت منتصبة ...تتلوى ... ترقص تتحول شيئا فشيئا الى صبايا بعمر الورود ...يضحكن يصفقن يغنين :-حل الربيع مرحبا بوروده ... بفضل مسحوق الجلود المنزوعة من الافاعي ... استطال الشعر الجميل الهفهاف للصبايا يتماوج مع الريح ... ضحكات واغان وموسيقى ... ياللسعادة !!..(قطع) هل يدوم هذا الظلم الجميل ؟!... لكن للحظات قصار ... أعود ويشتد صراخي من الالم ... نهش ماتبقى من جسدي ... أتلوى وأنا ممتد في فراشي رقصة الموت ,يشتد صراخي من جديد تنهش الحشرات بلحمي ودمي . ( يتناوب عمل الممثل بين شخصية الاب والابن ) ألأبن - أني اصرخ صراخا مستطيلا ( يصرخ الممثل بصراخ مستطيل يملأ فمه ) آه ... آ ...ه ...آ ! ... يهب ابي من نومه فزعا ... ينتزعني من فراشي مهدئا أياي ...أصرخ بأعلى صوتي (يعاود الصراخ ):- سيوف مسلولة .. خيول قدت من نار تقتحم الاسوار ... صهيل يتجاوب من كل جانب .... صدام مميت !!... أستيقظ من نومي ... ( أصرخ بقوة ) :- لا !! ... لا اريد هذا الرداء والى الابد ... هذا الرداء الموبوء ( يمزق الرداء بعيدا عن جسده ) :- المليء بالحشرات الاكلة للحوم البشر ... أحب ان أمشي دون هذا الغطاء ... عاريا تحت الشمس دون رداء !!... ( ختام المسرحية )